عبد الرحمن بن ملجم قاتل صنو رسول الله تقي من أهل الفضل والدين بل ويشهد له بالجنة كثير منهم، ويعتقدون أن ذا الخويصرة الخبيث من المشهود لهم بالجنة، وأن أهل النهروان خيار بررة وهم المارقون من الدين قطعا بنص الأحاديث الصحيحة العديدة، ويزعمون أن الإمام الحسن بن علي وابن عباس منهم. إلى كثير من كذبهم الواضح المكشوف وكفى بقولهم فيمن هو نفس النبي وصنوه وأخوه شاهدا على زورهم وفجورهم... (6) إن أشقى الأولين وهو عاقر الناقة كافر لا ينازع في كفره مسلم فهل يكون أشقى الآخرين مسلما وفي المتأخرين من الكفار ألوف فيكون المسلم أشقى من الكفار؟ (7) وقد زعم بعضهم أنه كان متأولا أفكل تأويل يعذر به منتحله وينتفع به؟ سبحانه هذا بهتان عظيم. (8) ومن عرف ما اعترف به الشيخ من صنيع القوم وعرف ما قلناه لا يبقى عنده شك في أن كثيرا مما صححوه من مرويات النواصب كذب موضوع ومروجيه شركاء واضعيه والمناضل عنهم منهم إذا علموا جلية الحال وتعمدوا.
ثم قال الشيخ: " وتوهينهم الشيعة مطلقا " انتهى.
وأقول: استشكاله هنا واضح وجيه. إذ كيف يسوغ أن يعد التشيع المحمود المأمور به مما توهم به عدالة المنتصف به والصواب إن العدالة الكاملة لا تحصل إلا به فكل من وهنوه أو جرحوه لمجرد تشيعه الحسن أو كان جارحوه من النواصب أو ممن يتهم في أمر الشيعة المرضية لاختلافه وإياهم في المذهب والعقيدة لا يلتفت المنصف إلى ذلك الجرح ولا يبالي بذلك التوهين بالنسبة لمن حسنت حاله وظهرت عدالته، وهذا الحكم بالنسبة إلى عموم الرواية، وأما بالنسبة لخصوص ما يتعلق برواية مناقب أهل البيت الطاهر ومثالب أعدائهم فينبغي أن يتلقى بالقبول جميع مرويات من