العتب الجميل على أهل الجرح والتعديل - السيد محمد بن عقيل - الصفحة ٣٠
المارق من الدين المعدود في كلاب النار عدل ثقة مأمون حجة في دين الله؟ حاشا لله. (20) وقد تفلسف بعضهم فقال سبب تصديقنا للخوارج أنهم يكفرون بالمعاصي فكأنه جعل اعتقادهم كفر مرتكب الكبيرة مانعا لهم عنها وهذا لو كان صحيحا لوجب تصديق جميع الوعيدية المعتقدين خلود مرتكب الكبائر في جهنم سواء كانوا نواصب أو شيعة بدون فرق لأن من المتفق عليه أن الكذب على النبي (ص) كبيرة فتخصيصهم النواصب بالتصديق والشيعة بالتكذيب والتوهين وإن كانوا وعيدية ما نرى له من مسوغ غير التعصب.
وحال الخوارج في الجور والظلم والفسق والفجور شر من حال غيرهم من الطوائف المنتسبة إلى الإسلام وعلى التنزل هم مثل غيرهم فما هو المسوغ لتوثيقهم غالبا.
وقد ذكر ابن بطوطة الرحالة المتوفى عام 777 ه‍ أنه رأى في بلادهم بعض المخازي فتراجع رحلته. وقد سحت حيث يكثر الناصبة وحيث الحكم والدولة لهم وهناك من فواحش الفواحش وكبائر الكبائر ما يتكرم قلمي عن تسطير شرحه، أمور ظاهرة لا يستخفى بها ولا يسحيى منها، لا ينكرها منهم منكر ولا يغيرها مغير فما هو التمسك بأمور الديانة إذا كان ذلك ما أجمعوا عليه من بغضهم أخا النبي وسبهم له فذلك ما نراهم متمسكين به أخزاهم الله ولعنهم.
وعلى هذا فقد ناضل عنهم ممن ينتسب إلى السنة، ومع تعصبهم لهم وتوثيقهم إياهم وارتضائهم بهم أئمة في دينهم، يذكرون عظائم فظائعهم مقرين بها لكبر أمرها عن الستر والانكار، ثم لا يستحيون من الدفاع عنهم بعد ذلك. فهذا الشيخ محمد بهجت البيطار الدمشقي ألف كتابه (نقد عين الميزان) يناضل فيه عن الخوارج ويؤيد قول من قال بتوثيقهم غالبا من سلفه.
وقد قال فيه ما لفظه:
" إن من سير تاريخ حياة الخوارج ودقق النظر في أمرهم علم أنهم رجال شدة وجفوة، قلوبهم قد قسيت فهي كالحجارة أو أشد قسوة، ولقد والله أتوا بفظائع تقشعر منها الأبدان، وتشيب لهولها الولدان، ويخجل لذكرها وجه الإنسانية، وتمج لسماعها الطباع البشرية فلقد قتلوا الرجال وأهلوا الأطفال، وذبحوا الأمهات والبنين والبنات حتى أنهم كفروا من لم يعتقد معتقدهم أو

(1) وردت الكثير من الأحاديث التي تتحدث عن مؤاخاة الرسول " ص " لعلي وأنه أول من أسلم وأنه سيف الإسلام وأنه الصديق الأكبر يروي عن علي قوله: أنا عبد الله وأخو الرسول " ص " وأنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي إلا كذاب ولقد صليت قبل الناس - وفي رواية أسلمت - بسبع سنين.. انظر الحاكم في المستدرك ومقدمة ابن ماجة ومجمع الزوائد للهيثمي. وانظر مسند أحمد بن حنبل وخصائص الإمام علي للنسائي وتاريخ دمشق لابن عساكر وأسد الغابة لابن الأثير..
(٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 25 26 27 28 29 30 31 32 33 35 37 ... » »»
الفهرست