العتب الجميل على أهل الجرح والتعديل - السيد محمد بن عقيل - الصفحة ٣٨
قال ابن حجر: يحتمل أن يكون السؤالان وقعا عن أحاديث مختلفة فذكر فيما سمعه أنه سمعه وفيما لم يسمعه أنه وجده هذا يدل على تثبته " انتهى.
قلت احتج الستة في صحاحهم بجعفر الصادق إلا البخاري فكأنه اغتر بما بلغه عن ابن سعد وابن عياش وابن القطان في حقه (4).
على أنه احتج بمن قدمنا ذكرهم (أي بعض شياطين النواصب ومنافقيهم) وهنا يتحير العاقل ولا يدري بماذا يعتذر عن البخاري وقد قيل في هذا المعنى شعر:
قضية أشبه بالمرزئة * هذا البخاري أمام الفئة بالصادق الصديق ما احتج في * صحيحه واحتج بالمرجئة (5) ومثل عمران بن حطان أو * مروان وابن المرأة المخطئة (6) مشكلة ذات عوار إلى * حيرة أرباب النهى ملجئة وحق بيت يممته الورى * مغذة في السير أو مبطئة إن الإمام الصادق المجتبى * بفضله الآي أتت منبئة أجل من في عصره رتبة * لم يقترف في عمره سيئة قلامة من ظفر إبهامه * تعدل من مثل البخاري مائة انتهى ما أردنا نقله من النصائح الكافية والأبيات من نظم شيخنا العلامة أبي بكر ابن شهاب الدين أحسن الله إليه وقول القطان آنفا في الإمام جعفر عليه السلام " ومجالد أحب إلي منه " كلمة جفاء مؤذية. ومجالد الذي يعينه هو مجالد بن سعيد الهمداني وقد ذكره في (تهذيب التهذيب) وذكر مقالاتهم فيه ومنه تعلم في أي درك أنزلوا عالم أهل البيت الطاهر والله المستعان.
فمما قالوه في مجالد: قال البخاري: كان يحيى ين سعيد يضعفه. وكان ابن مهدي لا يروي عنه. وكان أحمد بن حنبل لا يراه شيئا. ثم قال عمرو بن علي سمعت يحيى بن سعيد يقول لبعض أصحابه أين تذهب؟ قال: إلى وهب بن جرير أكتب السيرة عن أبيه عن مجالد قال تكتب كذبا كثيرا لو شئت أن يجعلها لي مجالد كلها عن الشعبي عن مسروف عن عبد الله فعل.

(4) الستة هم مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة وأبو داود وابن حنبل..
(5) سوف يأتي الحديث عن المرجئة..
(6) عمران بن حطان شاعر الخوارج سوف يأتي. وابن المرأة المخطئة يقصد به معاوية.
(٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 31 32 33 35 37 38 39 40 41 42 43 ... » »»
الفهرست