العتب الجميل على أهل الجرح والتعديل - السيد محمد بن عقيل - الصفحة ٣٩
وقال أبو طالب عن أحمد: ليس بشئ، يرفع حديثا كثيرا لا يرفعه الناس. وقد احتمله الناس ثم ذكر عن ابن معين أنه قال ضعيف واهي الحديث لا يحتج بحديثه.
وعن الدارقطني مجالد لا يعتبر به.
وعن عبد الحق: لا يحتج به إلى نحو هذا فتأمله.
وقد توهم بعض إخواننا أحن الله إلينا وإليهم أن عدم رواية البخاري في صحيحه عن جعفر الصادق كانت اتفاقية أو لعذر آخر وغفلوا عما صرح به ابن تيمية الحراني في منهاجه من ارتياب البخاري في الصادق (7).
ومن عرف من البخاري قد روى عن جعفر الصادق في تاريخه وعرف منهم الواسطة بين البخاري وجعفر لم يتعب نفسه في التمحلات وإنا لله وإنا إليه راجعون.
(س) الحبر الجليل الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام والرضوان وهو والد السيدة نفيسة رضي الله عنهما، وقد كان من أهل العلم والدين والرواية عن أهل البيت الطاهرين وغيرهم. وقد صرح بذكر فضله وعدالته المنصفون ولم يرو عنه إلا النسائي.
قال في (تهذيب التهذيب) قال ابن أبي مريم ابن معين عنه: ضعيف.
وقال ابن عدي أحاديثه عن أبيه أنكر مما روى عن عكرمة. انتهى).
قلت عكرمة صفري - أي من الخوارج الصفرية - فالرواية عنه مسوغة للمروي عندهم. ولعل فيما رواه هذا الحبر عن أبيه ما تنشق منه مرائر النواصب.
(ع) الفاضل الزكي الحسن بن محمد ومحمد هو ابن الحنفية بن علي بن أبي طالب، وقد كان من أهل العبادة والفضل والدين يروى عن أبيه وعن ابن عباس وغيرهما وكان من أوثق الناس عند الناس وما كان الزهري على جلالته إلا من غلمانه وكان من علماء الناس بالاختلاف وقد عابوه بالإرجاء كما في (تهذيب التهذيب) وقد فسر فيه الإرجاء الذي عابوا به الحسن هذا بأنه قوله بفضل أبي بكر وعمر وسكوته عن أهل الفتنة وقد مات الحسن هذا عام 99 من الهجرة وهل يستطيع مثله أن يقول الحق في أهل الفتنة في تلك الأيام (8).

(٧) هو منهاج السنة النبوية في نقص كلام الشيعة والقدرية وهو رد على منهاج الكرامة للعلامة الحلي المعاصر له من فقهاء الشيعة. وقد كتبت الكثير من الردود عليه. انظر المناظرات بين فقهاء السنة وفقهاء الشيعة للمعلق.
ونص كلام ابن تيمية هو: وقد استراب البخاري في بعض أحاديثه لما بلغه عن يحيى بن سعيد القطان فيه كلام فلم يخرج له ج 4 / 143..
(8) الحسن بن محمد بن الحنفية بن علي بن أبي طالب. والحنفية لقب لأم أبيه خولة بنت جعفر الحنفية - أي من بني حنيف - من سبي اليمامة تزوجها الإمام علي بعد وفاة السيدة فاطمة.. والإرجاء الذي اتهم به وذكر أنه كتب كتابا فيه هو مذهب كلامي كان يتبناه الكثير من الفقهاء والمحدثين في تلك الفترة أو نسب إليهم منهم أبو حنيفة وأبو يوسف وسعيد بن الجبير ومقاتل بن سليمان وغيرهم سموا بالمرجئة التي ينص مذهبها على أنه لا تضر مع الإيمان معصية كما لا تنفع مع الكفر طاعة. والإرجاء الذي أشار إليه صاحب تهذيب التهذيب هنا هو الحياد وعدم التصريح بموقف تجاه الإمام علي أو الشيخين أو التصريح بشئ لصالح معاوية. والمقصود أن الحسن عابوه لأنه لم يقل بتفضيل الشيخين وقد ذكر المؤلف أن الذي عابه بالإرجاء هو مغيرة بن مقسم وهو من غلاة النواصب ممن يحمل على أهل البيت الطاهر فلا يرضيه إلا تخطئة علي وذمه. أما الزهري المذكور فهو محمد بن مسلم بن عبد الله من أوائل الذين تصدوا الجمع الأحاديث من الأفواه بدعم من عبد الملك بن مروان ت 124 ه‍..
(٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 32 33 35 37 38 39 40 41 42 43 45 ... » »»
الفهرست