أما عقد القلب على بغض علي عليه السلام وثبوت ذلك البغض فيه فلا يكون مطلقا إلا في منافق قطعا ولعنة الله على الكاذبين.
وإذا انضم إلى البغض سب أو تنقيص فأمره أشد وصاحبه مارق محاد لله ولرسوله بدون شك فلا يغرنك ما تتايع فيه رجال بدون تحقيق وتمحيص.
ثم قال الشيخ:
" وذلك ما يرجع إلى أمور الدنيا غالبا " انتهى.
وأقول لم يظهر لي ما أراد الشيخ بهذه العبارة، لأنه إن أراد أن عليا ظلمهم في دنياهم فذلك قول لم يقله أحد يعتد به من قبل الشيخ ولا بعده. وإن أراد أن عليا كبحهم عن الظلم وعن اتخاذهم عباد الله خولا ومال الله دولا وعن قلبهم الدين ظهرا لبن عاد الأمر إلى ما ذكرناه آنفا من أن عليا منفذ لأمر الله تعالى وأمر نبيه يجب حبه لذلك ويكون بغضه بسببه من أقوى علامات النفاق والهلاك وعدم التدين كيف لا وقد جاء في علي " من أحب عليا فقد أحبني، ومن أحبني فقد أحب الله. ومن أبغض عليا فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض الله " (17).
وأخرج أحمد في مسنده من عدة طرق أن النبي (ص) قال " من آذى عليا بعث يوم القيامة يهوديا - ".
فهل يجوز أن يكن المبغضون المؤذون عليا الذين قال النبي (ص) فيهم ما أوردناه وكثيرا مثله عدولا ثقات أمناء على دين الله فيهم العدالة والصدق والورع ويعامل أعداؤهم المحبون عليا أهل الحق بالتوهين والجرح؟
في فمي ماء وهل ينطق * من في فيه ماء؟
ثم قال الشيخ: " والخبر في حب علي وبغضه ليس على العموم فقد أحبه من أفراط فيه حتى أدعى أنه نبي أو أنه إله تعالى الله عن أفكهم " انتهى.
وأقول هذه القضية لا تخص عليا وحده فمن أحب النبي (ص) واعتقد أنه إله فهو كافر ضال مثل الذين زعموا أن المسيح أو عزيزا (عليهما السلام) إله، ولا دخول لهذا فيما نحن بصدده. ومثل هؤلاء جهال غلاة مثل بعض المتصوفة فيما يعتقدونه في بعض المشائخ والدراويش.