ولا يخفى أن معنى كلامه هذا أن جميع محبي علي المقدمين له على الشيخين روافض، وأن محبيه المقدمين له على من سوى الشيخين شيعة، وكلا الطائفتين مجروح العدالة. وعلى هذا فجملة كبيرة من الصحابة الكرام كالمقداد وزيد بن أرقم وسلمان وأبي ذر وخباب وجابر وعثمان بن حنيف وأبي الهيثم بن التيهان وخزيمة بن ثابت وقيس بن سعد وأبي ذر وخباب وجابر وعثمان بن حنيف وأبي الهيثم بن التيهان وخزيمة بن ثابت وقيس بن سعد وأبي الطفيل عامر بن واثلة والعباس بن عبد المطلب وبنيه وبني هاشم كافة وبني المطلب كافة وكثير غيرهم كلهم روافض لتفضيلهم عليا على الشيخين ومحبتهم له ويلحق بهؤلاء من التابعين وتابعي التابعين من أكابر الأئمة وصفوة الأمة من لا يحصى عددهم وفيهم قرناء الكتاب، وجرح عدالة هؤلاء هو والله قاصمة الظهر. ولعل لكلام الشيخ محملا لم نقف عليه ويبعد كل البعد إرادته لظاهر معنى كلامه هذا لعلمه ودينه وفضله. (2) وذكر في (لسان الميزان ما يخالف هذا فقال:
" فالشيعي الغالي في زمان السلف وعرفهم هو من يتكلم في عثمان والزبير وطلحة وطائفة ممن حارب عليا وتعرض لسبه. والغالي في زماننا وعرفنا هو الذي يكفر هؤلاء السادة ويتبرأ من الشيخين أيضا. فهذا ضال مفترى " انتهى.
على أن في قوله " فالشيعي " إلى قوله " وطائفة ممن حارب عليا وتعرض لسبه " غموضا لأن لفظ الطائفة يصدق على الواحد فأكثر فما تفسيره هنا؟ أهي أم المؤمنين عائشة وحدها؟ أم من عدا أهل النهروان من الناكثين والقاسطين؟ وعليه يكون الحسان وعمار ومن معهم ممن صح عنهم لعن القاسطين غلاة.
وقوله " وتعرض لسبه " يحتمل عود الضمير في " تعرض " إلى فاعل " حارب " والضمير في " لسبه " يعود على علي وعليه يكون لعن وسب الذين يلعنون ويسبون عليا من الغلو. ويحتمل أن يعود الضمير في " تعرض " إلى علي، وعليه يكون الاقتداء بعلي في سب من سبه علي من الغلو، وكذا هذا مخالف للأدلة الصحيحة الصريحة ولهدى وعمل من أمرنا بالتمسك بهم فتأمل.