العتب الجميل على أهل الجرح والتعديل - السيد محمد بن عقيل - الصفحة ٢٣
ثم قال الشيخ:
" ثم ظهر لي في الجواب عن ذلك أن البغض ها هنا مقيد بسبب، وهر كونه نصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم " انتهى.
وأقول: ليس الأمر كما ظهر له ودعواه التقييد وذكره السبب ما لا دليل عليه.
والدعاوى ما لم تقيموا عليها * بينات أبناؤها أدعياء والصواب إن بغض علي لا يصدر من مؤمن أبدا لأنه ملازم للنفاق وحبه لا يتم من منافق أبدا لأنه ملازم للإيمان فتقييد الشيخ بغض علي الدال على النفاق بأنه الذي يكون سببه نصرة للنبي خطأ وغفلة ظاهرة يلزم منه إلغاء كلام المعصوم بتخصيصه عليا بهذا لأن البغض لأجل نصر النبي (ص) كفر بواح سواء كان المبغض بسببه عليا أو غيره مسلما كان أو كافرا أو حيوانا أو جمادا. ألا ترى لو أن مكلفا أبغض مطعم بن عدي أو أبا البختري - اللذين ماتا على الشرك - لأجل سعيهما في نقض الصحيفة القاطعة ووصلهما بذلك رحم النبي ورحم بني هاشم ألا يكون ذلك المبغض كافرا لبغضه الكافر من هذه الجهة؟ (12) ولو أن آخر أبغض كلبا من أجل حراسته للنبي أو حمارا من أجل حمله إياه أو الغار من أجل ستره له عن المشركين لكان كافرا بذلك اتفاقا؟ فما هي إذا فائدة تخصيص على بالذكر فيما يعم المسلم والكافر والحيوان والجماد؟ فتقييد الشيخ إلغاء وإهدار لكلام المعصوم وإبطال له.
والحق: إن حب علي مطلقا علامة لرسوخ الإيمان في قلب المحب وبغضه علامة وجود النفاق فيه هذه خصوصية في علي كما هي في أخيه النبي.. (13) ويؤيد هذا قوله تعالى (وأنفسنا وأنفسكم) (14)

(١) مطعم بن عدي وأبو البختري بن هاشم من بين الذين لبسوا السلاح وخرجوا إلى بني هاشم وبني عبد المطلب ليخرجوهم من الحصار الذي فرضته عليهم قريش في الشعب... فلما رأت قريش ذلك سقط في أيديهم. انظر طبقات ابن سعد ج ١. وسيرة ابن هشام وكتب التاريخ..
(١٣) ذلك لورود الأحاديث القاطعة بذلك مثل حديث مسلم المذكور من قبل وأحاديث أخرى سوف يأتي ذكرها..
(١٤) نص الآية هو: " فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين " آل عمران / ٦١.. وهي ما يطلق عليه آية المباهلة وهي خاصة بأهل الكساء الأربعة وهم علي وفاطمة والحسن والحسين وهم الذين جمعهم الرسول " ص " في الكساء وابتهل بهم إلى الله أمام نصارى نجران في القصة المعروفة وقال فيهم: اللهم إن هؤلاء أهلي. انظر مسلم والترمذي كتاب الفضائل باب فضائل الإمام علي. وانظر مستدرك الحاكم وسنن البيهقي وانظر كتب التفسير..
(٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 ... » »»
الفهرست