ثم قال الشيخ:
" ثم ظهر لي في الجواب عن ذلك أن البغض ها هنا مقيد بسبب، وهر كونه نصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم " انتهى.
وأقول: ليس الأمر كما ظهر له ودعواه التقييد وذكره السبب ما لا دليل عليه.
والدعاوى ما لم تقيموا عليها * بينات أبناؤها أدعياء والصواب إن بغض علي لا يصدر من مؤمن أبدا لأنه ملازم للنفاق وحبه لا يتم من منافق أبدا لأنه ملازم للإيمان فتقييد الشيخ بغض علي الدال على النفاق بأنه الذي يكون سببه نصرة للنبي خطأ وغفلة ظاهرة يلزم منه إلغاء كلام المعصوم بتخصيصه عليا بهذا لأن البغض لأجل نصر النبي (ص) كفر بواح سواء كان المبغض بسببه عليا أو غيره مسلما كان أو كافرا أو حيوانا أو جمادا. ألا ترى لو أن مكلفا أبغض مطعم بن عدي أو أبا البختري - اللذين ماتا على الشرك - لأجل سعيهما في نقض الصحيفة القاطعة ووصلهما بذلك رحم النبي ورحم بني هاشم ألا يكون ذلك المبغض كافرا لبغضه الكافر من هذه الجهة؟ (12) ولو أن آخر أبغض كلبا من أجل حراسته للنبي أو حمارا من أجل حمله إياه أو الغار من أجل ستره له عن المشركين لكان كافرا بذلك اتفاقا؟ فما هي إذا فائدة تخصيص على بالذكر فيما يعم المسلم والكافر والحيوان والجماد؟ فتقييد الشيخ إلغاء وإهدار لكلام المعصوم وإبطال له.
والحق: إن حب علي مطلقا علامة لرسوخ الإيمان في قلب المحب وبغضه علامة وجود النفاق فيه هذه خصوصية في علي كما هي في أخيه النبي.. (13) ويؤيد هذا قوله تعالى (وأنفسنا وأنفسكم) (14)