وكل ما كتبه الكاتبون وزعموه من الأقوال مخالفة لهذا فباطل يتحملون إثمه يوم تكون كل نفس فيه بما كسبت رهينة.
ولم يستحل أهل الاستقامة في يوم من التاريخ ولا في كتاب من كتبهم قطرة الدم الموحد بل الدماء من أصعب الصعب عندهم إلا بحقها من قتل نفس ظلما وزنى بعد إحصان وارتداد بعد إيمان.
وهم أشد الناس ورعا وأبعدهم عن الفحشاء ولو تعامى عن ذلك المتعصبون أنه من اعتقادنا أن الشتم ليس بعبادة. وما فائدة شتم الناس يا ترى أعبادة؟ فالله لا يعبد بالشتم، أم معصية فأهل الورع لا يتعمدون ارتكابها.
أو لا يرى إلى ما كان يرتكب من لعن أبي الحسن على المنابر ولما أبطله عمر بن عبد العزيز حمد له أصحابنا ذلك وقد وفد إليه وفد منهم لما ولي الخلافة وفاوضوه في أمر الأمة حينئذ فقبل منهم وقبلوا منه إلا في أمر الفتنة الواقعة بين الصحابة قال فيها " تلك دماء طهرت منها سيوفنا أفلا نطهر منها ألسنتنا " (11).
وقد قبل الإمام أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة التميمي قوله: وتوقف الشراة عن قتاله والخوارج لعدله واستقامته. ألم يبلغك يا بن الحضارم هذا أم لم يقنعك ما يلائم غرضك.. (12) إنك تعلم أن الولاية والبراءة حكمان واجبان على كل مسلم كما أثبته في كتابك (النصائح الكافية) ينطبقان على كل فرد من البشر غير المعصوم وهم الأنبياء والرسل وهما نابتتان من الكتاب والسنة بل هما من أركان الدين عندنا وعندكم وعند الإمامية فيما أظن. (13) هلا كفاك الكف عن مسألة الصحابة وعدم الخوض فيها فقد مضوا إلى الله المحسن منهم