العتب الجميل على أهل الجرح والتعديل - السيد محمد بن عقيل - الصفحة ١٣٣
تفرقوا) آل عمران / 103، (وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى) الأعراف / 152 (فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين) الأنفال / 1.
لو اطلعت على بعض ما كتبه الأجانب عن أصحابنا الذين أنكرت أن يكون لهم أقل جميل وأنت مشارك لهم في توحيد الله وتجمعك وإياهم كلمة الإسلام وما كتبه المنصفون المتجردون من التحيز عساك أن تتعظ وترتدع عن ارتكاب ذلك الشطط المشين..
نقل شيئا كثيرا من ذلك العلامة الأمير شكيب أرسلان - ولو أنه ارتكب بعض هفوات لا عن عمد بل عن حسن نية فيما يظهر - نقل ما يخلد له ذكرا عاطرا على صفحات التاريخ من حياة أئمتهم وأبطالهم وجليل أعمالهم في تعاليقه على حاضر العالم الإسلامي..
ولست أحاول في هذه العجالة غير إيقافك على بعض ما حواه كتابك من الغشم والتنطع والإسراف في الطعن رجما بالغيب، ولست بمضطر إلى جمع الصفحات البيضاء للأصحاب فهي أشهر..
وليس يصح في الأذهان شئ - إذا احتاج النهار إلى دليل - حديث المارقة:
فحاسب نفسك قبل أن تحاسب وارجع عن باطلك قبل أن تباغت وكفى غواية طعنك فيمن مدحهم أبو الحسن وتندم على قتلهم وهم أهل النهروان وقد سماهم أخوانا بقوله " إخواننا بغوا علينا فقاتلناهم " وما استباح لهم مالا ولا حكم بكفرهم.. (17) ذكر ذلك ابن تيمية وغيره. تندم وبكى طويلا. وهم أنصاره في كل موطن من مواطن قتاله وما خرجوا عنه إلا نكرانا لقبوله " التحكيم فيما وقع الإجماع عليه وهو إمامته " ولم يخرجوا تبعا لهواهم ولقد بالغتم دون غيركم معشر الروافض في الكذب على رسول الله فوضعتم أحاديث في الطعن في هؤلاء تناقلها بعض الرواة دون تحر في ذلك. (18) أما حديث المارقة فقد رواه أصحابنا في المسند الصحيح من طريق أبي عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنهم قال: سمعت رسول الله (ص) يقول " يخرج فيكم

(17) هذا الموقف من قبل الإمام علي تجاه الخوارج إنما يعبر عن جوهر الإسلام وعدالته التي طبقها الإمام علي في المخالفين له. والتي لم يطبقها الخصوم من الأمويين وغيرهم. وهذا لا يعني عدم انحرافهم وضلالهم. وقد استمروا على هذا الانحراف والضلال بعد مقتل الإمام علي بيد أحد عناصرهم وهو عبد الرحمن بن ملجم..
(18) هذا الكلام فيه تعريض بالإمام علي ومحاولة إضفاء الشرعية على موقف الخوارج وهو زلة خطيرة من الكاتب تكشف عن حقيقة نواياه. ثم أين هي الأحاديث التي وضعها الشيعة في الخوارج.
(١٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 ... » »»
الفهرست