الحميد..
أخذ خلق كثير عن الإمام ووردت الأمة بواسطتهم من مناهله العذبة أحاديث سيد الوجود ولم تصعد روحه إلى عليين حتى ترك ما جمعه. من علمي الكتاب والسنة في ديوانه العظيم الذي هو أول سفر دون في الأنة الإسلامية وأول كتاب جمع ما بلغ لمؤلفه من حديث سيد الأولين والآخرين عند من لقيه من خيار الصحابة أهل بدر وغيرهم إذ قال " أدركت سبعين رجلا من أهل بدر فحويت ما عندهم إلا البحر الزاخر " يعني ابن عباس رضي الله عنهم.
ولا غرابة إذا قلنا هو صاحب الفضل الأعظم على كتاب الأمة في ذلك العصر بديوانه ولو لم يصل إلينا ولم يكتب عنه إلا صاحب كشف الظنون وأصحابنا وذهب فيما ذهبت فيه تلك المكتبة الجليلة البغدادية التي نالها من الحرق والغرق ما نالها مما ينكسف له البال وتدمع له العين الجمود. (9) ولقد نقل عنه كثير من مفسري تلك العصور الأولى كابن جرير الطبري وأبي حيان وغيرهم ولا التفات إلى ما يقوله الغالون المتعصبون.
أما ما ينسبه الذين لا يتبينون من تكفير أصحابنا لأهل الكبائر فأنهم لم يدركوا اصطلاحهم وإنما هم متقولون..
إن الكفر عندنا قسمان كالنفاق: كفر هم الشرك وهو كل ما أخل بالاعتقادات كوصف الله تعالى بما لا يليق بكماله. وكرد المنصوص عليه في كتبه تعالى وإنكار ما علم من الدين بالضرورة وأمثالها.
وكفر هو الفسق والنفاق وبالنعمة وهو ما يطلق عليه أهل الحديث الكفر دون الكفر وهو كل كبيرة مخلة بما سوى الاعتقاد من ترك أوامر الله واقتراف نواهيه وذلك لقوله تعالى (إما شاكرا وإما كفورا). الإنسان / 3 ولما روي من الأحاديث الصحيحة عنه فيها لفظ الكفر.
ولا يصح حمل الكفر على الشرك في حق من صدر منه ذلك من المؤمنين وذلك كقوله " كفر بكم رغبتكم عن آبائكم " وقوله " لا تجادلوا في القرآن فإن جدالا فيه كفر " وقوله " من قال لأخيه يا