العتب الجميل على أهل الجرح والتعديل - السيد محمد بن عقيل - الصفحة ١١٨
وقد نبزوا عددا من كبار العلماء بالتشيع كقولهم في يحيى بن عبد الحميد الحماني أحد رجال مسلم مع كثرة مادحيه وموثقيه إنه شيعي لقوله كان معاوية على غير ملة الإسلام مع صحة الحديث المرفوع المثبت (موت معاوية على غير ملة الإسلام) وتواتر ما يفيد هذا الحكم عن الإمام علي كما أوضحنا هذا في كتابنا (تقوية الإيمان) وغيره.
وقد انتقص بعضهم للتشيع الحاكم محمد بن عبد الله بن حمدوية المولود سنة 321 ه‍ مع أطباقهم على عدالته وعلمه واعترافهم بفضله حتى الذهبي مع غلوه في النصب، كما لمزوا الحافظ المجتهد محمد بن جرير الطبري لذلك أيضا.
وقد التزم الإمام الشافعي التقية فورى في كلامه في محلات كما نقلنا ذلك في النصائح الكافية وفي تقوية الإيمان.
وذكر ابن حجر في مقدمة الفتح أبا نعيم الفضل بن دكين الحافظ المشهور فقال بعد ثنائه عليه إلا أن بعض الناس تكلم فيه بسبب التشيع ومع ذلك فصح أنه قال ما كتبت علي الحفظة أني سببت معاوية. انتهى.
وأقول مقالته هذه من المعاريض ومعناها أن سبه ولعنه معاوية من القربات التي تكتبها الحفظة لفاعلها لا عليه.
وجاء في تهذيب التهذيب في ترجمة علي بن رباح ما لفظه: قال الليث: قال علي بن رباح: لا أجعل في حل من سماني عليا (كذا) فإن اسمي علي.
وقال المقري كان بنو أمية إذا سمعوا بمولود اسمه علي قتلوه. فبلغ ذلك رباحا فقال هو علي. وكان يغضب من علي ويحرج على من سماه به. انتهى (5).
وذكر الصفدي في (نكت الهميان) في ترجمة إبراهيم بن سعيد بن الطيب الرفاعي أنه نزل في الزيدية من واسط وهناك تكون الرافضة والعلويون فنسب إلى مذهبهم ومقت وجفاه الناس ثم قال وتوفي سنة إحدى وعشرين وأربعمائة ودفن مع غروب الشمس ولم يكن معه إلا اثنان وكادا يقتلان وكان غاية في العلم ومن غد ذلك النهار توفي رجل من حشو العامة فأغلقت البلد من أجله. انتهى.
ولقد أخذ كثير عزة بأستار الكعبة وأنشد:

(5) المقري هو أحمد بن محمد التلماني صاحب أزهار الرياض في أخبار عياض ونفخ الطيب وغيرها. ت:
1041 ه‍.
(١١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 113 114 115 116 117 118 119 121 122 123 124 ... » »»
الفهرست