بالشرك ولو نقموا عليه خروجهم عن الإمام علي ولكن الرافضية هي والله أشد بلاء على الأمة الإسلامية من كل بدعة وضلالة ولو كان لأهلها نور الإيمان لما ظهر منهم ذلك الغلو الذي أدى بهم إلى أن يحكموا على سائر المسلمين بالنجاسة حتى منع عندهم مصافحة من ليس منهم إلا بيد ملفوفة كما ذكر من اجتمع بعلمائهم وإلى التفضيل على أبي بكر مع ما روي واجتمعت عليه الأمة من قوله (ص) (أفضل هذه الأمة بعدي أبو بكر) (20) إن تطبيق الحديث وما على بابه على الأصحاب ظلم وخطأ في التأويل وهو عندنا في علماء السوء كما تقدم وفي كل من خالف عمله كتاب الله وسنة نبيه (ص) (21) ويمكن أن يحمل (الحديث) على غلاة الخوارج من الأزارقة والصفرية القائلين بشرك أهل الكبائر فإنهم يجتهدون في التحرز والعبادة لئلا يقعوا في الشرك. ويؤيده ما روي عن رسول الله (ص) يقول وهو يشير بيده إلى العراق: " يخرج منه قوم يقرؤن القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية " وحمله على كل من خالف الحق في عبادته أظهر كما يدل ظهر قوله: يخرج فيكم قوم الخ. فإن لفظ (في) تدل على أن الخروج بمعنى الوجود بعد العدم والمعنى يوجد فيكم قوم هذا وصفهم.
وعندي أن أحاديث المروق تنطبق تمام الانطباق على الذين يبالغون في تعظيم البشر غير الأنبياء والرسل إلى درجة مساواتهم بهم قبل غيرهم. بله المؤهلين فإنهم مشركون بالجماع..
وكذا على الذين اتخذوا الدين آلة لاقتناص النفوس وابتزاز أموال الناس فإنه يتواتر عنهم من إجهاد النفس في العبادة خدعة وتغريرا والاسترسال في الأذكار بكيفية يحقر الإنسان عبادته أمام عبادتهم وإذا ما خلا لهم الجو ونوموا النفوس الضعيفة ارتكبوا من الفحشاء ما يعجز عن وصفه أي واصف ويقصر عن تصويره أكبر شاعر. وقد شاهدنا بعضا من هؤلاء