العتب الجميل على أهل الجرح والتعديل - السيد محمد بن عقيل - الصفحة ١٣٥
بالشرك ولو نقموا عليه خروجهم عن الإمام علي ولكن الرافضية هي والله أشد بلاء على الأمة الإسلامية من كل بدعة وضلالة ولو كان لأهلها نور الإيمان لما ظهر منهم ذلك الغلو الذي أدى بهم إلى أن يحكموا على سائر المسلمين بالنجاسة حتى منع عندهم مصافحة من ليس منهم إلا بيد ملفوفة كما ذكر من اجتمع بعلمائهم وإلى التفضيل على أبي بكر مع ما روي واجتمعت عليه الأمة من قوله (ص) (أفضل هذه الأمة بعدي أبو بكر) (20) إن تطبيق الحديث وما على بابه على الأصحاب ظلم وخطأ في التأويل وهو عندنا في علماء السوء كما تقدم وفي كل من خالف عمله كتاب الله وسنة نبيه (ص) (21) ويمكن أن يحمل (الحديث) على غلاة الخوارج من الأزارقة والصفرية القائلين بشرك أهل الكبائر فإنهم يجتهدون في التحرز والعبادة لئلا يقعوا في الشرك. ويؤيده ما روي عن رسول الله (ص) يقول وهو يشير بيده إلى العراق: " يخرج منه قوم يقرؤن القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية " وحمله على كل من خالف الحق في عبادته أظهر كما يدل ظهر قوله: يخرج فيكم قوم الخ. فإن لفظ (في) تدل على أن الخروج بمعنى الوجود بعد العدم والمعنى يوجد فيكم قوم هذا وصفهم.
وعندي أن أحاديث المروق تنطبق تمام الانطباق على الذين يبالغون في تعظيم البشر غير الأنبياء والرسل إلى درجة مساواتهم بهم قبل غيرهم. بله المؤهلين فإنهم مشركون بالجماع..
وكذا على الذين اتخذوا الدين آلة لاقتناص النفوس وابتزاز أموال الناس فإنه يتواتر عنهم من إجهاد النفس في العبادة خدعة وتغريرا والاسترسال في الأذكار بكيفية يحقر الإنسان عبادته أمام عبادتهم وإذا ما خلا لهم الجو ونوموا النفوس الضعيفة ارتكبوا من الفحشاء ما يعجز عن وصفه أي واصف ويقصر عن تصويره أكبر شاعر. وقد شاهدنا بعضا من هؤلاء

(20) يسعى الكاتب بكلامه هذا إلى تأويل الأحاديث الواردة في الخوارج وصرفها عن مقاصدها بحيث لا تصيب الخوارج. ثم بباحث موضوعي أن يقسم بالله بضلال مخالفيه وأنهم أخطر على الأمة من كب بدعة وضلالة..؟ وهل الشيعة أخطر على الأمة من الخوارج؟ هل قاتل الشيعة المسلمون واستباحوا دمائهم وأموالهم كما فعل الخوارج؟ لقد تولدت على مر الزمان من فرقة الخوارج فرق وجماعات أذاقت الأمة الويلات واستباحت الدماء والأموال كانت آخرهم فرقة الوهابية التي تولدت منها الجماعات الضالة المعاصرة التي تهدد أمن المسلمين وتشوه صورة الإسلام.. ثم من أين أتى الكاتب بأن الشيعة لا يجيزون مصافحة المخالف إلا بيد ملفوفة ويحكمون على المسلمين بالنجاسة. إن هذا إلا قمة الجهل والافتراء.. أما حديث " أفضل هذه الأمة بعدي أبو بكر " فقد ورد مثله في تاريخ ابن عساكر. عن أبي هريرة كنا نقول: أفضل هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر. ونقل ابن عساكر أيضا عن الرسول " ص ": ألا إن أفضل هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر.. والإجماع هنا هو إجماع أهل السنة فقط لا إجماع الأمة..
(21) ألم يخالف الخوارج بسلوكهم ومواقفهم الكتاب والسنة؟
(١٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 ... » »»
الفهرست