قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيامهم وأعمالكم مع أعمالهم يقرؤن القرآن لا يتجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية " الحديث (19) وذكر في باب علماء السوء وهو إشارة إلى أنهم علماء السوء وإن اختصوا بالعبادة.
وذكر في البخاري سبب هذا الحديث أن أبا سعيد الخدري قال: بينما نحن عند رسول الله (ص) وهو يقسم قسما إذ أتاه ذو الخويصرة وهو رجل من بني تميم فقال يا رسول الله أعدل.
فقال: ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل قد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل. فقال عمر: يا رسول الله ائذن لي فأضرب عنقه. فقال دعه فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم. ثم ساق الحديث مع زيادة في آخره واختلاف في بعص الألفاظ وذكر في آخره أن آيتهم رجل أسود إحدى عضد يده مثل ثدي المرأة ومثل البضعة تدردر ويخرجون على حين فرقة من الناس.
قال أبو سعيد: فأشهد أني سمعت هذا الحديث من رسول الله (ص) وأشهد أن علي بن أبي طالب قاتلهم وأنا معه فأمر بذلك الرجل فالتمس فأتي به حتى نظرت إليه على نعت النبي (ص) الذي نعته.
وهذه الزيادة لم يروها جابر بن زيد وهو قد سمع الحديث من أبي سعيد أيضا أتراه يأخذ عن أبي سعيد ويسمع منه ذلك ثم يتولى من كان هذا وصفه؟ (كلا) بل هو أورع من ذلك وقد أدرك عصر الصحابة وسمع من كثير منهم. وأني لأنزه البخاري عن الكذب لكنه يأخذ عن أهل الأهواء كالشيعة والمرجئة ثقة بهم وإن لهم أهواء لا يؤمنون معها على نقل يخالف ما هم فيه.
تأسفت أم المؤمنين عائشة عليهم حين سمعت بقتلهم وسمع أبو العقيصة الإمام أبا الحسن يقول يوم قتالهم: والله إن كنتم لأصحاب الدار يوم الدار وأصحاب الجمل يوم الجمل وأصحاب صفين يوم صفين وأصحاب القرآن إذا تلي.
وتطبيق الحديث على هؤلاء خطأ كبير فإن الحديث ينطبق بحسب ظاهره على قوم أظهروا الإسلام أو لا يرى إلى قوله يقرؤن القرآن ولا يتجاوز حناجرهم أو على قوم لم يكن لهم رسوخ في الدين فيكون المعنى لا يتعظون بالقرآن ولا تستقر أحكامه في قلوبهم على ما ظهر لي. وقوله يمرقون من الدين نص في أنهم مشركون ولا يوجد عاقل يحكم على أهل النهروان