العتب الجميل على أهل الجرح والتعديل - السيد محمد بن عقيل - الصفحة ١٢٧
قال: وقد جمع طرقه البيهقي في كتاب المدخل (6)..
وروايته من طريق ذلك الإسناد الذهبي إسناد الأئمة الأعلام كاف في صحته وقبوله وتأييد السند الضعيف بالصحيح دليل صحته كما في محله وهو قانون لمقبول الحديث ومردوده..
- ابتلاء الأمة بواضعي الأحاديث ابتليت الأمة الإسلامية حينا من الدهر بثلة من الزنادقة والملاحدة والذين أضمروا المجوسية وغيرها من ملل الكفر وأظهروا الإسلام وغلاة كثير من المذاهب فكذبوا على رسول الله (ص)، وكذا بعض المذاهب من الشيعة والمرجئة وغيرهم من واضعي الأحاديث فارتبك الأمر واختلط الحابل بالنابل في ذلك العصر، فتجرد رجال إلى تحرير الصحيح من الفاسد وانتقاء اللب من القشر واستخلاص الزبد من المخيض وبالغ بعض فرد على كثير من مخالفيه كل ما جاء به صحيحا أو سقيما. وبعض قبل تحسينا للظن الغث والسمين. وبعض تحرى الطريقة المثلى جهد استطاعته فقبل ما كان صدقا ولو من مناوئيه ورد ما كان باطلا ولو من محبيه والحق لا يعدم أنصارا " إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ". النحل / 128 (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين " العنكبوت / 69 وقد تكلم ذلك الغالي في الإمام الأعظم الثقة الكاملة التي أجمعت الأمة على توثيقه.. (7) ما يضر البحر أمسى زاخرا - إن رمى فيه غلام بحجر.
إن الإمام جابر بن زيد فقيه التابعين ومفتي البصرة وإمام أهل الاستقامة أشهر من أن يترجم له وكفى له شرفا شهادة شيخه الأعظم حبر الأمة رضي الله عنه إذ قال: عجبا لأهل العراق كيف يحتاجون إلينا وعندهم جابر بن زيد ولو قصدوا نحوهم لوسعهم علما عما في كتاب الله. وقد استوفينا الكلام عليه في كتابنا (ذكرى أبي الشعثاء) مضت الأمة جمعاء على توثيقه والعمل بروايته أفيضره من جاء قادحا في أواخر أيامها، وقد روى " لا تقوم الساعة حتى يلعن أخر هذه الأمة أولها " أو كما قال (ص). (8) واللعن قد يكون باللفظ وقد يكون بالفعل كالبعد عن المقام الفخيم والتبرؤ من الوصف

(6) السخاوي هو محمد بن عبد الرحمن شمس الدين صاحب الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ. ت: 902 ه‍..
(7) المقصود بالإمام هنا هو جابر بن زيد الأزدي اليحمدي أبو الشعثاء البصري من التابعين الثقات عند الفقهاء.
روى له الجميع من أهل الحديث وهو من الرجال المعتمدين عند فرقة الإباضية. ت: 93 ه‍..
(8) هذا الحديث على ما هو ظهر لا صلة له بالأمر. وهو من باب تحميل الأمر ما لا يحتمل. إنما اللعن تحقق على آخر هذه الأمة بمواقفها من آل البيت ورواياتها التي تطعن فيهم..
(١٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 ... » »»
الفهرست