العتب الجميل على أهل الجرح والتعديل - السيد محمد بن عقيل - الصفحة ١٢٣
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله على إنعامه وإكماله. حمدا يليق بجلاله وكماله اعترافا بفضله ونواله. الذي وفق وهدى. وأرشد إلى الذب عن الطريقة المثلى. ونصلي ونسلم على من قال " إن حقا على المؤمنين أن يتوجع بعضهم لبعض كما يألم الجسد للرأس " أو كما قال. سيدنا محمد أفضل من سعد وأسعد وأنال. وعلى آله وأصحابه الذين تحروا رشدا ففازوا في الحال والمئال.
وبعد: فإني لم أزل أرى كثيرا من المسلمين على طريقة الغلو والطعن فيمن يخالفهم مذهبا ويبالغون في النقد بلهجة شديدة وتحامل عجيب كأنهم يعبدون الله بالفحش والقول الزور ولم يبالوا بما يحدثون من الفتن والقطيعة بين الأمة الإسلامية التي هي اليوم كفتات اللحوم توافيها الجوارح بالالتقاط أو كقطيع من الضبا تائهة في بيداء تنقض عليها الكلاب المكلبة فتحشرها لأربابها ولا يبالون بما يؤاخذون به من الحكم جهلا وعدوانا كأنهم لا يجمعون بين يدي الواحد القهار يوم يلزم كل منهم طائره في عنقه ويخرج له كتابا منشورا. بل يتهجمون بالقدح شهوة وينتصرون لأهوائهم تعصبا وإذا ما انقطعت حجتهم عمدوا إلى أقوال أناس لا يعتد بكلامهم ولا تؤمن فلتتهم ولا يرقبون خالقهم فيحتجون بها. بل يلتمسون من مطاوي الكلام ومناهج التأويل ما عساهم أن يجدوه سهما يوجهونه إلى صدر مخالفيهم. ما سلك هؤلاء طريقا مستقيما. ولا تحروا صدقا. ولا قصدوا إفادة ولا خدمة للعلم ولكنهم يرومون شهوة خفية. وخدمة أعداء الإسلام وعبدة الطاغوت. أولئك شر مكانا وأضل عن سواء السبيل.
لم تزل هذه الأمة التي هي خير أمة أخرجت للناس تنكب من المنتسبين إليها وتصاب في مقاتلها من زاعمي حمايتها والذب عن حماها..
مضى عليها قرون وهي تتخبط في الويلات التي جرها لها الجانون وتتسكع في الظلماء التي رماها فيها الخائنون فها هي ذا اليوم تقاسي عواقب تلك الفئة الخاسرة وتنكب بآثار تلك الأيام المظلمة. فهل انتبه المسلمون؟ كلا
(١٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 117 118 119 121 122 123 124 125 126 127 128 ... » »»
الفهرست