يظن العاقل أنه لا يوجد الآن من أفراد الأمة من يجول فكره حول كتابة شئ ضد فرقة إسلامية أو إثارة تلك النكبات التاريخية التي تدمي القلب وتدمع العين ويأسف لوقوعها كل غيور أدر ما حل في العصر الحاضر بأمته..
لكن مع الأسف العميق ما فتئت كتابتهم تظهر وأتباعهم تنعق وطريقتهم تنهج دون أن يتبصروا أو يتعطلوا (فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور).
- اجتماع المؤلف بالطاعن:
طالعت لبعض غلاة الشيعة الأستاذ محمد بن عقيل العلوي بسنغفورة - وبيننا وبينه صداقة كنا اجتمعنا به في القاهرة أبان حضورنا إليها سنة 1341 ه وتهادينا التحية وكنا نعتقد فيه الإعتدال والبعد عن الغلو - كتابا في الجرح والتعديل كانت لهجته بالغة نهاية التعسف بعيدة عن الإنصاف لم تكتب ببصيرة بل ولا بقلم عالم ذي ورع ونهيه، بصير بقوله تعالى " ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان هنه مسؤولا " السراء / 36.
ولقد اندفع بما أوتيه من قوة وجراءة الطعن فلم يسلم منه خيار الصحابة ولا أكابر التابعين ولا رجال ثقات تلقت عنهم الأمة هذا الدين المتين وبهم تعرفت هذا السبيل المستبين. (1) (أولئك الذين آتاهم الله العلم والحكمة وعلمهم مما يشاء).
(أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده) الأنعام / 90.
إنا لا نلومه في اعتقاده والذب عن مذهبه ولكننا ننكر عليه غلوه وتنطعه وثلبه (يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل) المائدة / 77 (2) ولئن طعن في أهل الحق والاستقامة من الأمة المحمدية (الأباضية المحقة) فإن الشمس لا تنالها أيدي المتطاولين. وقد صبروا لنكبات الدهر وتحملوا من غوائله في سبيل الحق نا لم يخفه