العتب الجميل على أهل الجرح والتعديل - السيد محمد بن عقيل - الصفحة ١٣٩
النفوس من جراء قتل أهل النهر خيار أصحابه الذين أراقوا دماءهم في سبيل تأييده وانهماك الأكثرية في تأويل أحاديث المروق فيهم صحيحها ومكذوبها فاستفحل الشر وكثر الطعن واستبيح قتلهم ظلما وعدوانا وسبيهم وهم مسلمون خيار معصومة دماؤهم وأموالهم وذريتهم ونساؤهم بالإسلام ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم - إنا لله وإنا إليه راجعون (28).
بهتان عظيم ينسب للأصحاب. الأشغال بالطعن سواء في خطبهم أو منابرهم أو مجالهم العلمية. بله المبتدئين لا مؤرخيهم إلا ما يذكرونه من إنكار التحكيم لأحقية إمامة أبي الحسن. افتراء مبين إن قلت الأباضية إلى الآن لا يصححون الأنكحة إلا مع البراءة من عثمان وعلي وذلك منك خبث جسيم (29).
تعال نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين. اللهم إلا إن كان ذلك من الذين هلكوا معك بالتفريط فالله أعلم ولا أبهت أحدا كائنا من كان..
هذه والله أعظم فرية يستدل بها العاقل على مقدار الرجل في العلم والعقل وعلى مركزه من التعصب وفساد العقيدة. لو كانت صحيحة لما سوغ الكذب لتأييد مذهبه وهذا أكبر شاهد على ما ذكره الكاتبون من استعمال أولئك الكذب سلاحا ضد من يرومونه واتخاذه مطية إلى كل غرض يستهدفونه.
وهذا الافتراء الواضح الذي لا ينطلي على أي إنسان كاف في الرد ولا سيما الذين يعرفون الأباضية ويطالعون كتبهم ويجتمعون بعلمائهم وما بلغ آذاننا أن أحدا من العلماء مهما كانت مرتبته من العلم أفتى بهذا. ولا ذكر في كتاب من كتب الفقه الكثيرة العد التي لا تستوفي إحصاء ولو وقع لعد هراء واعتبر سخافة ومكاء..
ولو صح ذلك لمنع المتولي من إعطاء وليته لأحد من أهل البراءة لأن الناس في الحق سواء لا فرق فيه بين الموافق والمخالف كيف وقد قال (ص) " المؤمنون تتكافأ دماؤهم يسعى بذمتهم أدناهم يد على من سواهم ".
إجمال الكلام على الخروج والخوارج:
إن لفظ الخوارج الذي طنطن به الكاتبون ولوكه المنتقدون جمع خارجه أي طائفة خارجه يطلق

(28) يحاول الكاتب هنا مرة أخرى تبرير جرائم الخوارج في حق الإمام علي وآل البيت. بقوله: الذين أراقوا دماءهم في سبيل تأييده. والسؤال هنا متى أراق الخوارج دماءهم من أجل نصرة الإمام علي؟ وإذا كان الأكثرية قد انهمكوا في تأويل أحاديث المروق فالأكثرية هؤلاء هم أهل السنة..
(29) مثل هذا الاتهام الذي ينسبه الكاتب للمؤلف. كمثل ما ينسبه للشيعة بقوله إنهم يحكمون بنجاسة جميع المخالفين..
(١٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 » »»
الفهرست