فنسأله بيت جبرين (1) وكورتها. فقال أبو هند: هذا أكبر وأكبر. فقال: فأين ترى أن نسأله؟ فقال: أرى أن نسأله عن القرى التي يقع فيها حصن تل مع آبار إبراهيم، فقال تميم: أصبت ووفقت. قال: فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): تميم أتحب تخبرني بما كنتم فيه أو أخبرك؟ فقال تميم: يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، نزداد إيمانا. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أردتم أمرا وأراد هذا غيره، ونعم الرأي ما رأى... " (2).
وهنا نلاحظ وجود هدف مشترك بين تميم الداري وكعب الأحبار، فتميم أسلم ظاهرا للحصول على القدس أو على الأرض الكبيرة المحصورة بين بيت المقدس وغزة. فهو أراد هذه المنطقة المهمة في فلسطين مقابل نطقه بالشهادة. وأراد كعب الحصول على مناطق فلسطين المقدسة مقابل إعلانه للشهادة؟!
فيتبين واضحا أن تميما وصحبه، قد أعلنوا إسلامهم، مع طلبهم الحصول على أراضي واسعة ومهمة!
ثم حاول تميم وصحبه وضع هالة مقدسة لنفسه بشتى صنوف الكذب والاحتيال وساعده في ذلك رجال قريش، فقد جاء: أن تميم الداري كان يقرأ القرآن في ركعة؟! (3) " وأن تميم الداري نام ليلة لم يقم يتهجد فيها حتى أصبح، فقام سنة لم ينم فيها عقوبة للذي صنع! (4) وهذا مستحيل إلا في مخيلة حزب قريش.
وجاء أيضا: بينما نحن ذات يوم، إذ خرجت نار بالحرة، فجاء عمر إلى تميم فقال:
قم إلى هذه النار، فقال: يا أمير المؤمنين ومن أنا وما أنا؟ قال: فلم يزل به حتى قام معه، قال: وتبعتهما فانطلقا إلى النار، فجعل تميم يحوشها بيده حتى دخلت الشعب، ودخل تميم خلفها، قال: فجعل عمر يقول: ليس من رأى كم لم ير قالها