قال يا أمير المؤمنين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، إن الله كان فوق العرش والماء، فخلق لنفسه دارا بيده فزينها بما شاء، وجعل فيها ما شاء من الثمرات والشراب، ثم أطبقها فلم يرها أحد من خلقه منذ خلقها جبريل ولا غيره من الملائكة ثم قرأ كعب {فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين} (1) الآية وخلق دون ذلك جنتين فزينهما بما شاء وجعل فيهما ما ذكر من الحرير والسندس والإستبرق وأراهما من شاء من خلقه من الملائكة، فمن كان كتابه في عليين نزل تلك الدار.
فإذا ركب الرجل من أهل عليين في ملكه لم يبق خيمة من خيام الجنة إلا دخلها من ضوء وجهه، حتى أنهم ليستنشقون ريحه ويقولون: واها هذه الريح الطيبة، ويقولون: لقد أشرف علينا اليوم رجل من أهل عليين، فقال عمر: ويحك يا كعب إن هذه القلوب قد استرسلت فاقبضها.
فقال كعب يا أمير المؤمنين: إن لجهنم زفرة ما من ملك ولا نبي إلا يخر لركبته حتى يقول إبراهيم خليل الله رب نفسي نفسي وحتى لو كان لك عمل سبعين نبيا إلى عملك لظننت أن لن تنجو منها (2).
2 - كعب: كان الله (تعالى) على صخرة بيت المقدس في الهواء!
روي عن ابن عباس رضي الله عنه: أنه حضر في مجلس عمر بن الخطاب يوما وعنده كعب الأحبار إذ قال عمر: يا كعب أحافظ أنت للتوراة؟
فقال كعب: إني لأحفظ منها كثيرا.