في الشام (1).
ويكون قول كعب من خرج من الشام إلى غيرها فبسخطه ومن دخلها فبرحمته بمثابة فتوى من كعب لمريديه بوجوب سكن الشام؟! فهو يدعو المسلمين إلى سكن الشام ليقوى جيش معاوية، ويطلب من اليهود سكن الشام لتقوى شوكتهم؟!
وقال أبو هريرة تلميذ كعب الأحبار: لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق وما حولها، وعلى أبواب بيت المقدس وما حولها، لا يضرهم خذلان من خذلهم، ظاهرين على الحق إلى يوم القيامة (2).
وعن أبي هريرة تلميذ كعب أيضا:
أربع ملاحم في الجنة: الجمل في الجنة، وصفين في الجنة، وحرة في الجنة، وكان يكتم الرابعة (3). وفي ذلك تمجيد للناكثين والقاسطين الذين حاربوا عليا (عليه السلام) وتبرئة مسلم بن عقبة وجيشه الذين ارتكبوا المخازي في واقعة الحرة في المدينة؟!
2 - رغبة كعب في سكن فلسطين جاء في تاريخ ابن عساكر (تاريخ دمشق): إن عمر بن الخطاب سأل كعب الأحبار عن سبب عدم رغبته في السكن في المدينة بعد إعلان إسلامه؟ والمدينة موطن هجرة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقبره (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ فقال كعب: إني وجدت في كتاب الله المنزل أن الشام كنز الله من أرضه فيها كنز من عباده (4).
فقد كان كعب ينوي سكن الشام جنب معاوية بن أبي سفيان كي يخطط من هناك لخلافته وبيان فضل الشام والصخرة والتوراة على الحجاز والكعبة