الكتاب مما وجد في صحفهم كروايات كعب ووهب سامحهما الله تعالى فيما نقلاه إلى هذه الأمة من أخبار بني إسرائيل من الأوابد والغرائب والعجائب مما كان ومما لم يكن ومما حرف وبدل ونسخ، وقد اغنانا الله بما هو أصح منه وأنفع وأوضح وأبلغ ولله الحمد والمنة واتهمه أبو ذر باليهودية (1).
وقد كذب ابن خلدون كعبا ووهب بن منبه (2).
كذلك كذب محمد رشيد رضا كعب الأحبار قائلا: " إن ثبوت العلم الكثير لا يقتضي نفي الكذب. وكان جل علمه عندهم ما يرويه عن التوراة ليقبل وغيرها من كتب قومه وينسبه إليها ليقبل ولا شك أنه كان من أذكى علماء اليهود قبل إسلامه وأقدرهم على غش المسلمين بروايته بعده ".
وأضاف محمد رشيد رضا أنه من زنادقة اليهود الذين أظهروا الإسلام لتقبل أقوالهم في الدين، وقد راجت دسيسته حتى انخدع به بعض الصحابة ورووا عنه، وصاروا يتناقلون قوله بدون إسناد إليه، حتى ظن بعض التابعين ومن بعدهم أنها مما سمعوه عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأدخلها بعض المؤلفين في الموقوفات التي لها حكم المرفوع كما قال الحافظ ابن كثير في مواضع من تفسيره (3).
وقال محمد رشيد رضا أيضا: " إنه كان بركان الخرافات، وأجزم بكذبه، بل لا أثق بإيمانه " (4).
وقال في كعب ووهب: " إن شر رواة هذه الإسرائيليات، أو أشدهم تلبيا وخداعا للمسلمين هذان الرجلان فلا تجد خرافة دخلت في كتب التفسير والتاريخ الإسلامي في أمور الخلق والتكوين والأنبياء وأقوامهم والفتن والساعة والآخرة،