هشام بن الحكم - الشيخ عبد الله نعمة - الصفحة ٧٧
أيخلو قلب ذي ورع ودين * من الأحزان والألم الطويل وقد شرقت رماح بني زياد * بري من دماء بني الرسول بتربة كربلا لهم ديار * ينام الأهل دارسة الطلول بأوصال الحسين ببطن قاع * ملاعب للدبول وللقبول تحيات ومغفرة وروح * على تلك المحلة والحلول برئنا يا رسول الله ممن * أصابك بالأذية والذحول (1) لذلك يمكننا أن نقول أن هشاما إن لم يكن أكبر علماء عصره، فهو بدون شك من أكبرهم وأبرزهم، وأكثرهم شهرة، وأوسعهم ثقافة. ويشهد لذلك قول علي بن إسماعيل الميثمي (أحد كبراء متكلمي الإمامية المعاصرين لهشام) وهو في سجن الرشيد، وقد بلغه أن الرشيد قد عقب على هشام وجد في طلبه فقال: " إنا لله وإنا إليه راجعون، على ما يمضي من العلم إن قتل، ولقد كان عضدنا وشيخنا والمنظور إليه فينا " (2).
وهذه من مثل الميثمي - وهو أحد شخصيات الشيعة الكلامية البارزة - شهادة قيمة، تعبر عن مكانة الرجل بين مفكري ذلك العصر، وأثره في ذلك المجتمع، تعبيرا صريحا.
وكان هشام في مكانته العلمية مضرب المثل فقد حدثوا:
" أن الشاذاني (وهو من زعماء الإمامية) سأل نوح بن صالح البغدادي عن الصلاة خلف المرجئة في حضور جماعة، فالتفت نوح إلى الجماعة وقال: يا من حضر ألا تعجبون لهذا

(1) أنظر زهر الآداب المطبوع بهامش العقد الفريد م 2 ص 276.
(2) تنقيح م 3 ص 296.
(٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 72 73 74 75 76 77 78 79 81 82 83 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الطبعة الثانية 7
2 تقديم 9
3 طبيعة عصره الثقافي 15
4 حياة هشام 39
5 ثقافته 55
6 مكانته 71
7 تأثره بالفكر الأجنبي 81
8 هشام بين الفلسفة والكلام 97
9 بين هشام والنظام 101
10 الاتجاهات الغالبة عليه (1) روح النقد 107
11 (2) النزعة الحسية 109
12 (3) نزعة الجدل 113
13 (4) روح التعمق 113
14 مؤلفاته 119
15 آراؤه 125
16 ما وراء الطبيعة (1) الله - وجوده 127
17 (2) توحيده 130
18 (3) ذاته 131
19 (4) علمه 138
20 (5) بقية صفاته 148
21 (6) القرآن 156
22 (7) رؤية الخالق 159
23 (8) البداء 161
24 (9) معرفة الله 164
25 الآراء الطبيعية 164
26 (1) الجزء 168
27 (2) الأعراض 173
28 (3) الطفرة 178
29 (4) التداخل 180
30 (5) الحركة 183
31 (6) حقيقة الانسان 185
32 الزلازل 190
33 الانسان و ما يتبعه (1) أفعال الانسان 191
34 (2) الاستطاعة 195
35 (3) حكم الأطفال في الآخرة 198
36 (4) النبوة 202
37 (5) الإمامة 205
38 شروط الامام (1) أن يكون معصوما 212
39 (2) أن يكون أعلم الناس 216
40 (3) الكرامات 218
41 مناظراته (1) مع عبد الله بن يزيد الأباضي 221
42 (2) مع ضرار بن عمرو الضبي 223
43 (3) مع ضرار أيضا 224
44 (4) مع عمرو بن عبيد 225
45 (5) مع يحيى بن خالد البرمكي 227
46 (6) هشام مع الشامي 228
47 (7) مع النظام 230
48 (8) مع ضرار الضبي أيضا 230
49 (9) هشام مع الجاثليق 232
50 (10) مع بنان الحروري 234
51 (11) مع الموبذ 235
52 (12) مع النظام في الروح والادراك 236
53 (13) مع بعض المتكلمين في مجلس الرشيد 237
54 أثر هشام لدى المتكلمين 239
55 وصية الامام موسى بن جند لهشام 242