هشام بن الحكم - الشيخ عبد الله نعمة - الصفحة ١١٥
إنصافك، فلست أخاف مشاغيتك، فقام هشام وهو مشغول بثوب ينشره، وقال حفظك الله، هل يقدر أحدها أن يخلق شيئا لا يستعين بصاحبه عليه؟ قال نعم. قال هشام: فما ترجو من اثنين وأحدهما خلق كل شئ أصح لك؟ فقال الرجل: لم يكلمني بهذا أحد قبلك " (1).
وفي هذه الكلمة القصيرة من قوة الحجة الممدودة بالفكر العميق، ما يغني عن شروح كثيرة في مثل هذا الموضوع، ذلك لأن افتراض إلهين إنما يكون لأجل الحاجة إليهما معا، أما إذا كان أحدهما يستطيع أن يصنع ويخلق كل شئ من غير أن يستعين بالثاني عليه، ومن دون أن يكون للثاني عمل فيه، فافتراض إلهين اثنين عبث ولغو.
وهذا الاتجاه في تفكير هشام يبدو جليا فيما يرويه من الأصول، عن الإمامين الصادق والكاظم فيما يتعلق بالبحوث العقلية، ونواحي التوحيد وإثبات الصانع والصفات ونفي التجسيم وسوى ذلك، وهو يروي مناظرات الإمام مع الزنادقة وسواهم، مما يدل على تأصل هذه النزعة فيه، التي تميل به إلى معالجة أمثال هذه المواضيع، وتذوق البحث فيها.
وقد كان هشام من أكبر العاملين على تنشيط الحجاج والمناظرة وتطويرهما، وخصوصا حول الإمامة، حتى كان الإمام الصادق يرشد إليه، ويحث الناس على لقائه ومناظرته (2).

(1) ضحى الإسلام ج 3 ص 268. وأورده ابن قتيبة في عيون الأخبار ج 5 ص 54.
(2) الشافي ص 12.
(١١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 110 111 112 113 114 115 116 117 119 120 121 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الطبعة الثانية 7
2 تقديم 9
3 طبيعة عصره الثقافي 15
4 حياة هشام 39
5 ثقافته 55
6 مكانته 71
7 تأثره بالفكر الأجنبي 81
8 هشام بين الفلسفة والكلام 97
9 بين هشام والنظام 101
10 الاتجاهات الغالبة عليه (1) روح النقد 107
11 (2) النزعة الحسية 109
12 (3) نزعة الجدل 113
13 (4) روح التعمق 113
14 مؤلفاته 119
15 آراؤه 125
16 ما وراء الطبيعة (1) الله - وجوده 127
17 (2) توحيده 130
18 (3) ذاته 131
19 (4) علمه 138
20 (5) بقية صفاته 148
21 (6) القرآن 156
22 (7) رؤية الخالق 159
23 (8) البداء 161
24 (9) معرفة الله 164
25 الآراء الطبيعية 164
26 (1) الجزء 168
27 (2) الأعراض 173
28 (3) الطفرة 178
29 (4) التداخل 180
30 (5) الحركة 183
31 (6) حقيقة الانسان 185
32 الزلازل 190
33 الانسان و ما يتبعه (1) أفعال الانسان 191
34 (2) الاستطاعة 195
35 (3) حكم الأطفال في الآخرة 198
36 (4) النبوة 202
37 (5) الإمامة 205
38 شروط الامام (1) أن يكون معصوما 212
39 (2) أن يكون أعلم الناس 216
40 (3) الكرامات 218
41 مناظراته (1) مع عبد الله بن يزيد الأباضي 221
42 (2) مع ضرار بن عمرو الضبي 223
43 (3) مع ضرار أيضا 224
44 (4) مع عمرو بن عبيد 225
45 (5) مع يحيى بن خالد البرمكي 227
46 (6) هشام مع الشامي 228
47 (7) مع النظام 230
48 (8) مع ضرار الضبي أيضا 230
49 (9) هشام مع الجاثليق 232
50 (10) مع بنان الحروري 234
51 (11) مع الموبذ 235
52 (12) مع النظام في الروح والادراك 236
53 (13) مع بعض المتكلمين في مجلس الرشيد 237
54 أثر هشام لدى المتكلمين 239
55 وصية الامام موسى بن جند لهشام 242