هشام بن الحكم - الشيخ عبد الله نعمة - الصفحة ١١٢
بها خصمه، حتى عرفه عمرو بن عبيد من غير أن يعلمه باسمه.
وقد حملته هذه النزعة النقدية على أن يقصد عمرو بن عبيد من الكوفة إلى البصرة لأجل أن يناظره في الإمامة، ويقطع هذه المسافة الشاسعة إرضاء لنزعته الجدلية القوية فيه.
وبعامل هذه النزعة وضع أكثر مؤلفاته في الجدل والردود، فهو قد وضع كتابا للرد على الزنادقة، وكتابا للرد على أصحاب الاثنين، وآخر للرد على أصحاب الطبائع، ورابعا للرد على هشاك الجواليقي، وخامسا للرد على شيطان الطاق، وكذا وضع كتابا للرد على أرسطاليس وثلاثة كتب للرد على المعتزلة وسوى ذلك.
فروح النزعة الجدلية تمثلت في كتبه الردودية التي شملت أكثر الفرق التي كان معها في نضال وحوار، من الزنادقة وأصحاب الطبائع الثنوية والفلاسفة والمعتزلة وسواها، ولم يسلم من نقده وجدله حتى بعض عظماء الإمامية مثل أبي جعفر الأحول المعروف بشيطان الطاق وهشام بن سالم الجواليقي.
ومن أبرز الجوانب التي ظهرت فيها مواهب هشام في المحاورة والجدال، هو محاوراته مع المعتزلة وبعض الخوارج والزيدية وسواهم في مسألة الإمامة التي تناولتها تلك المناظرات من نواح شتى، كما ستعرف في موضعه. وهنا تجد قوة منطقة ودقة تفكيره وقدرته على إفحام خصومه بأسلوب استدراجي تنهار معه حجج خصومه من حيث لا يشعرون.
(١١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الطبعة الثانية 7
2 تقديم 9
3 طبيعة عصره الثقافي 15
4 حياة هشام 39
5 ثقافته 55
6 مكانته 71
7 تأثره بالفكر الأجنبي 81
8 هشام بين الفلسفة والكلام 97
9 بين هشام والنظام 101
10 الاتجاهات الغالبة عليه (1) روح النقد 107
11 (2) النزعة الحسية 109
12 (3) نزعة الجدل 113
13 (4) روح التعمق 113
14 مؤلفاته 119
15 آراؤه 125
16 ما وراء الطبيعة (1) الله - وجوده 127
17 (2) توحيده 130
18 (3) ذاته 131
19 (4) علمه 138
20 (5) بقية صفاته 148
21 (6) القرآن 156
22 (7) رؤية الخالق 159
23 (8) البداء 161
24 (9) معرفة الله 164
25 الآراء الطبيعية 164
26 (1) الجزء 168
27 (2) الأعراض 173
28 (3) الطفرة 178
29 (4) التداخل 180
30 (5) الحركة 183
31 (6) حقيقة الانسان 185
32 الزلازل 190
33 الانسان و ما يتبعه (1) أفعال الانسان 191
34 (2) الاستطاعة 195
35 (3) حكم الأطفال في الآخرة 198
36 (4) النبوة 202
37 (5) الإمامة 205
38 شروط الامام (1) أن يكون معصوما 212
39 (2) أن يكون أعلم الناس 216
40 (3) الكرامات 218
41 مناظراته (1) مع عبد الله بن يزيد الأباضي 221
42 (2) مع ضرار بن عمرو الضبي 223
43 (3) مع ضرار أيضا 224
44 (4) مع عمرو بن عبيد 225
45 (5) مع يحيى بن خالد البرمكي 227
46 (6) هشام مع الشامي 228
47 (7) مع النظام 230
48 (8) مع ضرار الضبي أيضا 230
49 (9) هشام مع الجاثليق 232
50 (10) مع بنان الحروري 234
51 (11) مع الموبذ 235
52 (12) مع النظام في الروح والادراك 236
53 (13) مع بعض المتكلمين في مجلس الرشيد 237
54 أثر هشام لدى المتكلمين 239
55 وصية الامام موسى بن جند لهشام 242