هشام بن الحكم - الشيخ عبد الله نعمة - الصفحة ١١٤
وسطا بين الصفاتية الذين يثبتون لله صفات قديمة معه، وبين المعطلة الذين ينفون عنه جميع الصفات، ويقولون إنها عين ذاته، فأدى عمق تفكيره به إلى الموقف الوسط بين هذين الرأيين، وذهب إلى أن صفات الله ليست عين ذاته، ولا قديمة معه، بل إنها حادثة، ليست هي هو ولا غيره، وسيأتي تفصيل ذلك. وبروز هذه الناحية فيه مما ساعد على تنظيم أبحاث الإمامة، عند الشيعة، ولقوة هذا الجانب فيه وصفه ابن النديم بقوله: " هو الذي فتق الكلام في الإمامة، وهذب المذهب وسهل طريق الحجاج فيه ". وحتى نسبوا إليه أنه هو الذي وضع فكرة النص الجلي على الإمام علي (1).
وعلى منطق هذه الروح يمكننا تفسير انتقالاته المتتالية من مذهب أبي شاكر الديصاني، إلى مذهب الجهم بن صفوان، ثم إلى مذهب الإمام الصادق. ويدل ذلك أيضا على أنه في تفكيره حركة دائمة مستقلة تأبى عليه التقليد، وتنزع إلى حرية النظر، وعمق التأمل، يقول عنه الشهرستاني: " وهذا هشام صاحب غور في الأصول، لا ينبغي أن يغفل عن إلزاماته على المعتزلة، فإن الرجل وراء ما يلزمه على الخصم، ودون ما يظهره من التشبيه " (2).
وفي آرائه ومناظراته أكثر من شاهد على ما عنده من عمق التفكير ونفوذ البصيرة مثال ذلك:
" إنه جاءه رجل ملحد، فقال أنا أقول بالاثنين، وقد عرفت

(١) أعيان الشيعة ج ١٠.
(2) الملل ج 1 ص 108.
(١١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 109 110 111 112 113 114 115 116 117 119 120 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الطبعة الثانية 7
2 تقديم 9
3 طبيعة عصره الثقافي 15
4 حياة هشام 39
5 ثقافته 55
6 مكانته 71
7 تأثره بالفكر الأجنبي 81
8 هشام بين الفلسفة والكلام 97
9 بين هشام والنظام 101
10 الاتجاهات الغالبة عليه (1) روح النقد 107
11 (2) النزعة الحسية 109
12 (3) نزعة الجدل 113
13 (4) روح التعمق 113
14 مؤلفاته 119
15 آراؤه 125
16 ما وراء الطبيعة (1) الله - وجوده 127
17 (2) توحيده 130
18 (3) ذاته 131
19 (4) علمه 138
20 (5) بقية صفاته 148
21 (6) القرآن 156
22 (7) رؤية الخالق 159
23 (8) البداء 161
24 (9) معرفة الله 164
25 الآراء الطبيعية 164
26 (1) الجزء 168
27 (2) الأعراض 173
28 (3) الطفرة 178
29 (4) التداخل 180
30 (5) الحركة 183
31 (6) حقيقة الانسان 185
32 الزلازل 190
33 الانسان و ما يتبعه (1) أفعال الانسان 191
34 (2) الاستطاعة 195
35 (3) حكم الأطفال في الآخرة 198
36 (4) النبوة 202
37 (5) الإمامة 205
38 شروط الامام (1) أن يكون معصوما 212
39 (2) أن يكون أعلم الناس 216
40 (3) الكرامات 218
41 مناظراته (1) مع عبد الله بن يزيد الأباضي 221
42 (2) مع ضرار بن عمرو الضبي 223
43 (3) مع ضرار أيضا 224
44 (4) مع عمرو بن عبيد 225
45 (5) مع يحيى بن خالد البرمكي 227
46 (6) هشام مع الشامي 228
47 (7) مع النظام 230
48 (8) مع ضرار الضبي أيضا 230
49 (9) هشام مع الجاثليق 232
50 (10) مع بنان الحروري 234
51 (11) مع الموبذ 235
52 (12) مع النظام في الروح والادراك 236
53 (13) مع بعض المتكلمين في مجلس الرشيد 237
54 أثر هشام لدى المتكلمين 239
55 وصية الامام موسى بن جند لهشام 242