مرقد الإمام الحسين (ع) - السيد تحسين آل شبيب - الصفحة ١٠١
تلك التربة الحمراء الزكية، كانت قبل الإسلام قد اتخذت نواويس ومعابد ومدافن للأمم الغابرة، كما يشعر به كلام الحسين (عليه السلام) في إحدى خطبه المشهورة حيث يقول: " وكأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوت بين النواويس وكربلاء " (1).
ثم يستمر في التعليل بأن كيف تسامت هذه التربة بانضمام شرفها الجوهري إلى طيبها العنصري فأصبحت بذلك أشرف بقاع الأرض بالضرورة والفطرة بقوله:
أليس من صميم الحق والحق الصميم، أن تكون أطيب بقعة في الأرض مرقدا وضريحا لأكرم شخصية في الدهر؟ نعم، لم تزل الدنيا تمخض لتلد أكمل فرد في الإنسانية، وأجمع ذات لأحسن ما يمكن من مزايا العبقرية في الطبيعة البشرية، واسمي روح ملكوتية في أصقاع الملكوت وجوامع الجبروت، فولدت نورا واحدا شطرته نصفين: سيد الأنبياء محمدا، وسيد الأوصياء عليا، ثم جمعتها ثانيا فكان الحسين مجمع النورين وخلاصة الجوهرين كما قال (صلى الله عليه وآله وسلم):
" حسين مني وأنا من حسين ". ثم عقمت أن تلد لهم الأنداد أبد الآباد.
وإذا كان من حق الأرض السجود عليها، وعدم السجود على غيرها، أفليس من الأفضل والأحرى أن يكون السجود على أفضل وأطهر من الأرض؟ وهي التربة الحسينية، وما ذاك إلا لأنها أكرم مادة، وأطهر عنصرا، وأصفى جوهرا من سائر البقاع، فكيف وقد انضم شرفها الجوهري إلى طيبها العنصري، ولما تسامت الروح والمادة، وتساوت الحقيقة والصورة صارت هي أشرف بقاع الأرض بالضرورة.
* * *

(1) أمالي الطوسي 1: 327.
(١٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 96 97 98 99 100 101 103 104 105 106 107 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة المؤلف 7
2 الفصل الأول كربلاء في التاريخ واللغة 1 - كربلاء 11
3 2 - الطف 18
4 3 - الحاير 20
5 4 - الغاضرية 24
6 5 - نينوى 24
7 6 - شفيه 25
8 7 - العقر 25
9 8 - النواويس 26
10 9 - عين التمر 26
11 الفصل الثاني اخبار رسول الله (ص) بمقتل الحسين (عليه السلام) في كربلاء المقدمة 29
12 اخبار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ان الحسين يقتله يزيد 50
13 عبور الأنبياء ومرورهم بأرض كربلاء 53
14 إخبار الامام علي (عليه السلام) بقتل الحسين بأرض كربلاء 56
15 العامة تعلم بمقتله (عليه السلام) في كربلاء 63
16 الحسين (عليه السلام) ينعى نفسه 65
17 خاتمة البحث 69
18 الفصل الثالث فضل كربلاء والحائر الحسيني فضل كربلاء 75
19 فضل الحائر الحسيني 78
20 فضل تربة قبر الحسين (عليه السلام) 83
21 حرمة الطين إلا طين قبر الحسين (عليه السلام) 86
22 تربة الحسين (عليه السلام) شفاء من كل داء 88
23 خلاصة البحث 100
24 الفصل الرابع تاريخ زيارة قبر الحسين (عليه السلام) وفضلها أول من زار القبر الشريف 103
25 فضل زيارة الحسين (عليه السلام) 105
26 الامام الصادق (عليه السلام) وزوار القبر الشريف 110
27 الفصل الخامس الأدوار التي مرت على القبر الشريف البداية الأولى 119
28 الحائر الحسيني في عهد المنصور 122
29 الحائر الحسيني في عهد الرشيد 123
30 عمارة المأمون 128
31 الحائر الحسيني في عهد المتوكل 129
32 عمارة المنتصر بالله سنة 247 ه‍ 141
33 سقوط سقيفة الحائر سنة 273 ه‍ 142
34 عمارة محمد بن زيد الملقب بالداعي الصغير 145
35 عمارة القبر في العهد البويهي 146
36 عمارة بن سهلان الرامهرمزي 151
37 عمارة الحائر على يد الناصر لدين الله سنة 620 ه‍ 155
38 الحائر في العهد المغولي 156
39 عمارة الحائر على يد أويس الجلائري سنة 767 ه‍ 157
40 الحائر المقدس في العهد الصفوي 159
41 الوهابيون والحائر الحسيني 162
42 منارة العبد 168
43 الفصل السادس رأس الحسين (عليه السلام) 171
44 وقفة مع ابن تيمية في كتابه رأس الحسين (عليه السلام) 180
45 المصادر والمراجع 185