الحسين (عليه السلام) وهم يسمعون بكرامات وفضائل القبر الشريف؟ ولنستمع أيضا للإمام الصادق (عليه السلام) وهو يحدثهم بكرامات وفضائل القبر الشريف؟ حيث قال ردا على سؤال لمحمد بن مسلم حينما سأله: ما لمن أتى قبر الحسين (عليه السلام)؟ قال: من أتاه تشوقا إليه كان من عباد الله المكرمين، وكان تحت لواء الحسين بن علي (عليه السلام) حتى يدخلهما الله جميعا الجنة " (1).
إذن كيف تصبر شيعة آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) على ترك زيارة سيد شهداء البيت العلوي، ولزيارته ما لا يحصى من الأجر والثواب؟ وهل كانت معرقلات وموانع السلطان التي وضعها في وجه زائري الحسين تنفع في صد زائريه؟ الجواب كما هو معروف أن جميع ما فعلته السلطة الحاكمة، سواء كانت أموية، أو عباسية، بمنع زوار الحسين (عليه السلام) وطمس قبره الشريف باءت بالفشل، فالقبر أخذت تتضح معالمه يوما بعد يوم، وزواره في زيادة مطردة، والسلطة تقف عاجزة، ومبهورة أمام السر العجيب، حتى أصبح حديثا للعام والخاص، يتذاكرون فضله وكراماته وثواب زيارته، وبعد ما شاهدوا كرامات القبر الشريف، ففي رواية الحسين بن بنت أبي حمزة الثمالي قال: " خرجت في آخر زمان بني مروان إلى زيارة الحسين بن علي (عليه السلام) مستخفيا من أهل الشام حتى انتهيت إلى كربلاء، فاختفيت في ناحية القرية، حتى إذا ذهب من الليل نصفه، أقبلت نحو القبر فلما دنوت منه، أقبل نحوي رجل فقال لي: انصرف مأجورا فإنك لا تصل إليه، فرجعت فزعا، حتى إذا طلع الفجر أقبلت نحوه حتى إذا دنوت منه خرج إلي الرجل فقال لي: يا هذا إنك لن تصل إليه، فقلت له: عافاك الله ولم لا أصل إليه وقد أقبلت من الكوفة أريد زيارته؟ فلا تحل بيني هاهنا، قال: فقال لي: اصبر قليلا فإن موسى بن عمران (عليه السلام)