مرتبة هارون بالنسبة إلى موسى الذي طلب أن يكون هارون وزيرا له، إلا أن كلامنا الآن في دوران الأمر بين علي وأبي بكر.
ومن الأحاديث الشاهدة بوزارة علي (عليه السلام) لرسول الله، الحديث الذي ذكرناه في يوم الدار، يوم الإنذار، حيث قال: " فأيكم يوآزرني على أمري هذا؟ " قال علي: أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه، فقال: " إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا " (1).
وفي رواية الحلبي في سيرته: " إجلس، فأنت أخي ووزيري ووصيي ووارثي وخليفتي من بعدي " (2).
وفي تاريخ دمشق، وفي المرقاة، وفي الدر المنثور، وفي الرياض النضرة، يروون عن ابن مردويه وعن ابن عساكر وعن الخطيب البغدادي وغيرهم، عن أسماء بنت عميس قالت: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: " اللهم إني أقول كما قال أخي موسى: اللهم اجعل لي وزيرا من أهلي أخي عليا، اشدد به أزري وأشركه في أمري كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا، إنك كنت بنا بصيرا " (3).
وأيضا، هذه دلالات حديث المنزلة، لاحظوا كيف تتطابق الآيات والروايات وكلام علي بالذات؟
إن لعلي (عليه السلام) موضعا من رسول الله يقول: " قد علمتم موضعي من رسول الله بالقرابة القريبة "، هذه القرابة القريبة في قصة موسى وهارون قول موسى: * (واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي) *، ومن هنا سيأتي أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد ذكر حديث المنزلة في قصة المؤاخاة بينه وبين علي عليهما الصلاة والسلام.