الشريفة وبينا أنا في هذا إذ رأيت امرأة محجبة من القرن إلى القدم عليها آثار الجلالة وخلفها غلام يقدر بالستة عشر سنة بزي أشراف الأكراد جيل الصورة فطافت بالقبر والولد تابع ثم دخل بعدهما رجل طويل القامة أبيض اللون مشربا بحمرة ذو لحية شعرها أشقر يخالطه شعرات بيض جيل البزة كردي اللباس والزي فلم يأت بما تصنعه من الشيعة من الزيارة أو السنة من الفاتحة فاستدبر القبر المطهر وأخذ ينظر إلى السيوف والخناجر والدرق المعلقة في الحضرة غير مكترث بعظمة صاحب الحرم المنيع فتعجبت منه أشد العجب ولم أعرف الملة التي ينتحلها غير أنه اعتقدت أنه من متعلقي المرأة والولد وظهر لي من المرأة عند وصولها في الطواف إلى جهة الرأس الشريف التعجب مما عليه الرجل من الغواية ومن صبر أبي الفضل (عليه السلام) عنه فما رأيت إلا ذلك الرجل الطويل القامة قد ارتفع عن الأرض ولم أر من رفعه وضرب به
(٥٧)