تيار التحريف بضرورة اقتصار الطروحات التي تناقش المسلمات العقائدية في منتديات متخصصة وتجنيب الشارع الشعبي نقاشات لا يستطيع أن يبت بها موضوعيا، لعدم امتلاكه الأدوات التي تمكنه من خوض حوار مسؤول، فكان رد هذا التيار المتسم بالتقريع بأنكم لا تحترمون عقل الأمة، فدعوها تتعرف على الأمور وتحكم بنفسها.
وبقدر ما تبدو الفكرة براقة، فإنها تنطوي على خداع مفضوح، وهو يعرب عن غاياته من خلال أن تسمع هذه الأمة - التي يكثر الناطقون المزيفون باسمها - من خلال تيار التحريف فقط، أما أن ينبري لمناقشة أفكار التحريف والتضليل، فهو ممنوع بحجة حفظ وحدة الأمة!!.
إن من المسلم به أن البحث العلمي كلما انحصر في دائرته التخصصية كلما آتي ثماره، ففي هذه الدوائر لا محذور من بحث أي شئ مهما رقى في جردة القداسة الفكرية، ولكن الخطاب إن كان جماهيريا فإن من الأمانة أن يرعى هذا الخطاب الكثير من الحدود التي من شأنها أن تضبط حركية هذه الجماهير وطبيعة تفاعلها مع العقيدة، إذ من شأن هذا الخطاب أن يتعامل مع آمال وآلام وطموحات الناس أو قل بالبعد الوجداني لهم، وأي