الولاية التكوينية ، الحق الطبيعي للمعصوم (ص) - الشيخ جلال الصغير - الصفحة ٨١

الصحة، وليس كل الصحة، فالذي قام بعملية تجديد الكتاب هو المركز الثقافي الخاص به وكان يديرها (م. الحاج علي)، وقد سأل عن مدى علم الرجل فيما يقومون به فقال إنهم لا يمكنهم القيام بأي شئ من دون علمه وتوجيهه، فهو يعطيهم خطة العلم، وهو يتحركون بناء على توجيهه!.
وهناك مناقشات أخرى، نرجئه إلى حين صدور الطبعة الجديدة من الكتاب، كي لا نقول ما يمكن حذفه بعد ذلك من الكتاب، على أن الذي يطلع على نظرة الرجل إلى الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) الموجودة في كتبا في رحاب دعاء كميل لن يستغرب أن يدعي أن الإمام (صلوات الله عليه) كان يشرب الخمر!.
ثالثا: الحسينيون العراقيون يشربون الخمر!
في العدد الأول من جريدة منبر السبت (فكر وثقافة لاحقا) الصادر في ٢٠ / ٦ / ١٩٩٦ قال ما نصه: (ثمة أناس في العراق كانوا يحتفلون في يوم عاشوراء بشرب الخمر، فأي حزن على الحسين (عليه السلام) عندما يصبح الإنسان في غيبوبة، لقد كان البعض يشرب الخمر ليلة العاشر من المحرم من أجل الإحماء).
وحينما قامت قائمة العلماء وعامة الناس على هذه الفرية قال معتذرا بعذر لا يقل في القبح عن الفعل بأنه إنما عنى بعض القرى: التي لها وضع خاص وفيها الكثير من الانحراف العقيدي فإن الناس هناك يعيشون هذا الجو، وربما هم لا يتبعون التشيع بالمعنى الصحيح... إنما جاء الحديث عن مناطق تسئ إلى التشيع في يوم عاشوراء. (فكرة وثقافة:
العدد ٣ بتأريخ ٢٩ / ٦ / ١٩٩٦).
ثم قال بعده بمدة ناسيا أو متناسيا بعض ما قاله في العدد ٣ من فكرة وثقافة: لقد أوضحت في العدد الثاني!!، السبت أني ولا أعتقد أن هناك تناقضا!! بل كان هناك توضيح للحديث الأول!!. (أنظر أجوبته في ٧ / رجب / ١٤١٧ ه‍ على أسئلة وجهت إليه في هذا الخصوص).
وكان قد ذكر في وقت مقارب بأنه إنما عنى بعض اليزيدية وفرقة الشبك وأمثالهم الذين يعيشون في شمال العراق، ومعلوم أن هؤلاء لا يقيمون أي احتفالات لها علاقة بالتشيع في يوم عاشوراء، والفرقة الأولى تصنف صنم المانويين والمجوسيين ولا علاقة لهم بالإسلام، أما الثانية فهي خليط كردي من الغلاة والصوفية، تأثر بالنصرانية، ولكنهم في ليلة ويوم عاشوراء لهم شأن خاص، ويسمون يوم عاشوراء بيوم الكفشة لأنهم في هذا اليوم يخلعون أحذيتهم ويمشون حفاة إجلالا لما جرى في هذا اليوم على آل الرسول (ص)، ومن يعرفهم يعرف أن لهم في اليوم والليلة حالة عظيمة من النواح والبكاء على آل الرسول (عليهم السلام) فأي علقة لهؤلاء بالتشيع.
هذا إذا كان الأمر متعلقا بهؤلاء أما إذا كان متعلقا بأهل القرى الذين يسيئون إلى التشيع بزعمه فهو أنكى، لأن هؤلاء في الأعم الغالب لديهم دين فطري قل أن تجد له نظيرا، وفي نفوسهم هيبة لأهل البيت (عليهم السلام) لا ينافسهم به أحد، وحتى لو صح أنهم يشربون الخمر، فمن المحال أن يتقربوا منه في يوم عاشوراء، سيان في ذلك السنة منهم أو الشيعة، فالسنة من هؤلاء لديهم أيضا هيبة خاصة لأهل البيت (عليهم السلام) خاصة للحسين (عليهم السلام) وأكثر خصوصية للعباس (عليهم السلام).
ثم إذا كان هذا الأمر له ثمة علاقة بالتشيع، فهل أن الإنسان الحكيم حينما يتكلم بالمطلقات يريد الأمر الشائع خصوصا إذا كان المعنى المبادر من لفظه لن يحمل إلا على الأمر الشائع كما هو حال كلامه الأول.
وعلى أي حال فقد كنت على أثر هذه الظلامة التي لحقت بالعراقيين في أعز ما يعتزون به قد كتبت إلى المراجع العظام بشأن ذلك وفي غيرها من الأمور التي ترتبط بعقائد الرجل فيما عرف فيما بعد بالمسائل العراقية، وكان في جملة من كتبت له حامي العقيدة آية لله العظمى المرجع الديني الكبير الشيخ جواد التبريزي النجفي (مد ظله الوارف) وفيما يلي أنقل نص السؤال ورده على جواب المرج التبريزي:
س ١٨: ما رأيكم بمن يقول: ثمة أناس في العراق كانوا يحتفلون في يوم عاشوراء بشرب الخمر، فأي حزن على الحسين (عليه السلام) عندما يصبح الإنسان في غيبوبة، لقد كان البعض يشرب الخمر ليلة العاشر من المحرم من أجل الإحماء.
وحينما رد المرجع التبريزي وبقية المراجع (أيدهم الله تعالى) بما يناسب المقام من الشدة والبراءة من هذا القول، رد الرجل على مجموع الأجوبة بتأريخ ١١ / جمادى الثاني / ١٤١٧ ه‍ فقال: لم أقصد الشيعة في كلامي الذي حرفه المحرفون!! بل قصدت بعض الناس في شمال العراق من غير الشيعة!! من أهل الفرق الباطلة، وعلى هذا فإن حساب هذا المحرف على ربه يوم القيامة. (أنظر أجوبته على فتاوى المرجع التبريزي في ١١ / جمادى الثاني / ١٤١٧ ه‍ ص: ١٧).
وهنا تجده يدعي أولا أن كلامه قد حرفه المحرفون، ومن يرجع إلى نص ما هو موجود في منبر السبت وما هو موجود في الاستفتاء لا يعثر على أي فرق على الإطلاق، وتجده ثانيا يدعي عدم قصده للشيعة في الوقت الذي وجدناه يتحدث عن المناطق التي تسئ إلى التشيع، فإذا لم يك يقصد الشيعة فما باله تحدث عن هذه المناطق؟ وإذا كانت هذه الفرق باطلة فمم الحذر؟!.
وإذا كان هذا القول محرفا - بناء على أن فرض المحال ليس بمحال - فما لنا نجد هذا القول يتسرب إلى كتابه رؤي ومواقف حيث يقول في الجزء الأول منه: (لا يمكنك أن تشرب الخمر من جهة إحياء الشعائر، من قبل ما كان يحصل في العراق، حيث كان بعض الناس يحتفلون في عاشوراء بشرب الخمر مما ينحو بنا على القول أي حزن هو هذا على الحسين عندما يصبح الإنسان ف غيبوبة). (أنظر رؤي ومواقف ١: ١٣٨ الطبعة الأولى - دار الملاك - بيروت.
ولولا أن الفرصة لا تسع لاستطراد أكثر لأرينا القارئ الكريم العديد من الأمثلة التي تخرس لها الألسن تعجبا من شدة التلاعب والمراوغة في الإفصاح عن مكنوناتها.
بعد كل ذلك كيف يمكن محاورة رجل لا إثبات ولا نفيه نفي، فإن أثبت توقعت رجوعه، وإن تراجع توقعت رجوعه عن الرجوع!!.
(٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 77 78 79 80 81 81 90 91 92 93 95 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 فاتحة الكتاب 5
2 مقدمة الطبعة الثانية 7
3 مقدمة الطبعة الأولى 53
4 الإهداء 65
5 تصدير: مقتضيات البحث والحوار العلمي 67
6 الباب الأول: ما هي الولاية التكوينية؟ 93
7 الباب الثاني: دلائل ثبوت الولاية التكوينية 101
8 أولا - الدليل العقلي 105
9 ثانيا - الدليل القرآني 133
10 بين يدي الدليل القرآني 135
11 أولا - الدليل القرآني في أبعاده الكلية 145
12 ثانيا - مصاديق الدليل القرآني 154
13 ثالثا: دليل الفكر القرآني 163
14 أ - الكون أمانة بيد المعصوم 163
15 ب - تعلق الوجود على وجود المعصوم 166
16 ج - الإنذار والتبشير في عالم الجن 169
17 د - تنزل الروح في ليلة القدر 170
18 ه‍ - ما ثبت للمفضول ثبت للفاضل 171
19 و - من لديه علم القرآن كله 179
20 ثالثا - الدليل الروائي 183
21 الولاية بين الشمول والتقييد 201
22 الباب الثالث: شبهات وردود 205
23 1 - هل الولاية تعني التفويض؟ 207
24 2 - هل الولاية فعلية أم إنشائية؟ 215
25 3 - لماذا لم يستخدم المعصوم ولايته؟ 227
26 4 - علم المعصوم 241
27 أ - معرفة علم الغيب منزلة روحية 247
28 ب - الاطلاع على علم الغيب أمر ناجز 251
29 ج - حجية قول المعصوم عليه السلام 254
30 ولكن ما بال الأخبار المتعارضة 264
31 لماذا لم يتجنب المعصوم المخاطر؟ 274
32 استدراك 279