حينما نجد عملية تشكيكية تناقض طريقي الاستقراء والاستنباط في تجميع وتفكيك المفردات الفكرية، ويكون همها أن توقعك بالشك، عندئذ هي إما أن تخبرك بشكل مباشر أنها لا تؤمن بما تعلن الإيمان به، أو أن قصدها هو تخريب التركيبة الفكرية التي تعتمدها الأمة، كما نجد في محاولة البعض في التحدث عن موضوعات فكرية (كفكرة العصمة) (1) مستعينا بمشارب فكرية متعددة منها ما ينقض العصمة، ومنها ما يثبتها جزءا أو كلا، وذلك في الحديث عن تفصيلاتها، فمثل هذا الشخص إما أن يريد أن يقول لك أنه لا يؤمن بالعصمة مطلقا، ويحاول عبر هذا التضبيب الفكري أن يمهد لجرأته في إعلان عدم إيمانه، أو أن لديه غرضا يتعدى مسألة القبول والرد لهذه الفكرة إلى ما شاء الله من الاحتمالات المريبة.
وتزداد درجة هذه الريبة عنفوانا إذا كان طريق التشكيك يعتمد أسلوب الكذب والتمويه والمماطلة الفكريين والتعامل الإرهابي مع الطرف المقابل كما هو الأمر الحاصل بالفعل مع ما كنا نسميه بتيار