العقائدي، فنحن لا نملك بطاقة شخصية تمنح مع الولادة في الانتساب إلى عقيدتنا، وإنما هويتنا بعقيدتنا فمن شذ عن هذه العقيدة خلع عن نفسه صفة الانتساب إليها.
أما إن لم تكن - هذه الأفكار - بذي قيمة، فعلام طرحها في هذا الوقت بالذات، والأمة تعيش حالة مريرة من هجمة كافة قوى الاستكبار العالمي عليها، وتحتاج إلى أن توظف كل طاقاتها في عملية المواجهة هذه، ومعلوم أن محض طرح أفكار من هذا القبيل سوف يؤدي بطبيعة الحال إلى أن يتصدى العلماء لتوضيح ما سيلتبس على فكر الأمة، وهو الأمر الذي سيؤدي بالنتيجة إلى أن تنشغل بعض من الطاقات بعيدا عن المعركة الحقيقية، وهذا الانشغال سوف يزداد كما ونوعا كلما اتسعت رقعة المناقشة طولا وعرضا - إن صح التعبير - وهو الأمر الذي حصل بالفعل، فبعيدا عن جدوى طرح هذه الأفكار، فضلا عن مدى قيمتها العلمية، يمكننا التأكد الآن - أكثر من أي وقت مضى - عن مدى اتساع رقعة المشاغلة السياسية والفكرية والوجدانية - الاجتماعية التي أحدثها فكر هذا الرجل للغالبية العظمى من رجالات المذهب (1)، وهذه - بما لا ريب فيه - من أجل