الولاية التكوينية ، الحق الطبيعي للمعصوم (ص) - الشيخ جلال الصغير - الصفحة ٣٠
ورابعها: إن كانت هذه الأفكار لا تمثل أهمية في البنية العقائدية، ولا تنطوي على تلك الجدية في شؤون هذه البنية، فالتساؤل هنا سيكون مرة عن جدوى طرح هذه الأفكار، في وقت يتم فيه إهمال المواضيع ذات الأهمية الكبرى للتحرك الإسلامي العالمي والمشاكل التي تعترض مفاعيل تحرك الصحوة الإسلامية، ومئات الموضوعات التي لا زالت مبهمة في الفكر الوضعي عن أمور الإسلام ومفاهيمه (1)، ويفترض بمن يلحظ في
١ - وهو نفس الأمر الذي أشار إليه الحجة الشيخ جعفر السبحاني في رسالته للرجل المؤرخة في ٢٠ / شعبان المعظم / ١٤١٧ ه وذلك في معرض إدانته المهذبة لمنهجه في نبش الكثير من الأفكار المتسالم عليها عند الطائفة مقترحا عليه أن يبحث في العديد من المسائل المهمة التي تشغل بال المفكر الإسلامي.
(أنظر نص الرسالة في كتاب: الحوزة العلمية تدين الانحراف: 138).
وقد أجاب على رسالته بالكثير من ادعاء التنكر لهذا المنهج وأنه يسير بالفعل باتجاه معالجة المشاكل التي يشير إليها الشيخ السبحاني، ولكن إطلالة صغيرة على المجموعة الفكرية الضخمة التي شكلت تصوراته العقيدية والوجدانية والمسلكية عن المذهب وخاصة المنهجية منها، والتي يخالف فيها المذهب جملة وتفصيلا، ومقارنتها بقراءة متأنية وواعية لما أضافه إلى عالم الفكر، لوجد أن جعبته في الأولى ملأى، وكأنها هي الشغل الشاغل له، فيما تجد أن جعبته في الثانية خاوية على عروشها، اللهم إلا من بعض الشعارات التي أطلقها هنا وهناك، دون أن تشكل أي مضمون في حقل المعالجات الجادة، بل حتى في عالم الإثارات الفكرية، ولعل إطلالة صغيرة على كتاب: خلفيات كتاب مأساة الزهراء (عليها السلام) وسائر الكتب التي عالجت أفكاره تكشف لنا أي لغة تجديدية يحملها الرجل، وهل أنه كان حائرا في الجديد، أم أنه كان مولعا بالقديم من أجل طرح ما هو أقدم منه، وأكثر حيرة!!.