عيسى (عليه السلام) وليس عيسى (عليه السلام) بأفضل من الرسول (ص).
وتنطوي قصة عرش بلقيس هي الأخرى على أمور هامة لمبحثنا هذا، في تأكيدها على فعلية الولاية، فقد قال الله جل وعلا على لسان سليمان (عليه السلام): ﴿قال يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين * قال عفريت من الجن أنا أتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين * قال الذي عنده علم من الكتاب أنا أتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم﴾ (1).
فهنا نجد أطرافا ثلاثة تتجاذب الحديث حول موضوع محدد وهو جلب عرش بلقيس من اليمن إلى قصر سليمان (عليه السلام) في بلاد الشام أو بلاد فارس على مفاد بعض الروايات، وهذه الأطراف هي سليمان (عليه السلام) الذي يطالب مجالسيه بأن يأتوه بعرش بلقيس، عد ذلك ينبري عفريت من الجن، وحسب الظاهر كان هذا هو كبير الجن المسخر أمرهم بيد سليمان (عليه السلام) فيقول إنه يأتي بالعرش قبل أن يقوم سليمان من مجلسه هذا، وهذا الأمر رغم ما فيه من إغراء عظيم في الإمكانية، ورغم ما فيه من