الولاية التكوينية ، الحق الطبيعي للمعصوم (ص) - الشيخ جلال الصغير - الصفحة ٢٣٣
كأن يعرف الإنسان أن هذا المفهوم يعني له الضر أو غيره، ومنها ما يعود إلى طبيعة الإنسان وموقفه من المفهوم، يمكن أن يغفل هذا الإنسان عن حقيقة هذا المفهوم، والعكس بالعكس، وعليه فليس في المقدور تشخيص المفهومين إلا بمقدار اقتراب الإنسان من الحقيقة اليقينية، وإدراكه لمقاصد الشارع المقدس في حال ارتباط الموضوع في الأمور الرسالية، ولهذا تجد الإنسان إذا ما وعى شيئا يقينيا، فإن ردة الفعل الغالبة ستكون واحدة، كما هو الحال لمن عرف أن النار محرقة، عندئذ سنجد هذا الإنسان لن يقترب منها.
من هذا المنطلق نقول إن تشخيص ما نتصوره ضرا قد يكون لدى غيرنا هو الخير بعينه، ولهذا فتصورنا في أن المعصوم (عليه السلام) علم يبحث عن الخير مسألة متوقفة ويغر تامة، لأننا لم ندرك كنه الخير الذي في إدراك المعصوم، خصوصا وأنه لا يدخل في حساباته البعد الذاتي في شخصيته، وإنما ينظر دائما وأبدا إلى مصالح العهد الرباني الذي بين يديه، وهو لم ينله إلا بعد أن آلى على نفسه أن يتحمل الضر في سبيل مصلحة العقيدة والرسالة الربانية، وهذا ما توضحه الآية الكريمة:
(وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا
(٢٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 فاتحة الكتاب 5
2 مقدمة الطبعة الثانية 7
3 مقدمة الطبعة الأولى 53
4 الإهداء 65
5 تصدير: مقتضيات البحث والحوار العلمي 67
6 الباب الأول: ما هي الولاية التكوينية؟ 93
7 الباب الثاني: دلائل ثبوت الولاية التكوينية 101
8 أولا - الدليل العقلي 105
9 ثانيا - الدليل القرآني 133
10 بين يدي الدليل القرآني 135
11 أولا - الدليل القرآني في أبعاده الكلية 145
12 ثانيا - مصاديق الدليل القرآني 154
13 ثالثا: دليل الفكر القرآني 163
14 أ - الكون أمانة بيد المعصوم 163
15 ب - تعلق الوجود على وجود المعصوم 166
16 ج - الإنذار والتبشير في عالم الجن 169
17 د - تنزل الروح في ليلة القدر 170
18 ه‍ - ما ثبت للمفضول ثبت للفاضل 171
19 و - من لديه علم القرآن كله 179
20 ثالثا - الدليل الروائي 183
21 الولاية بين الشمول والتقييد 201
22 الباب الثالث: شبهات وردود 205
23 1 - هل الولاية تعني التفويض؟ 207
24 2 - هل الولاية فعلية أم إنشائية؟ 215
25 3 - لماذا لم يستخدم المعصوم ولايته؟ 227
26 4 - علم المعصوم 241
27 أ - معرفة علم الغيب منزلة روحية 247
28 ب - الاطلاع على علم الغيب أمر ناجز 251
29 ج - حجية قول المعصوم عليه السلام 254
30 ولكن ما بال الأخبار المتعارضة 264
31 لماذا لم يتجنب المعصوم المخاطر؟ 274
32 استدراك 279