العطاء الرباني موكول إلى سليمان (عليه السلام) يتصرف به كيفما يشاء، وحيث ما يمنح له هذا لقدر فإنه لا ريب ينجر إلى أنه (عليه السلام) يستطيع فعله متى ما شاء.
وكذا الأمر في مسألة عيسى (عليه السلام) التي تشير إليه الآيات القرآنية بوضوح تام أيضا: ﴿ورسولا إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بأية من ربكم أن أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فانفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وأبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين﴾ (١) وكذا قوله تعالى: ﴿إذ قال الله يا عيسى ابن مريم أذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلا وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيرا بإذني وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني وإذ تخرج الموتى بإذني وإذ كففت بني إسرائيل عنكم إذ جئتهم بالبينات فقال الذين كفروا منهم إن هذا إلا سحر مبين﴾ (2) فلو لم تكن الولاية فعلية لما كان بإمكان عيسى (عليه السلام) أن يتحدث مع قومه بهذه الطريقة التي قد تتكرر في كل آن، وفي كل مكان كان يحل فيه