مسوغ شرعي ولا في مقتضيات علم الحديث لرد كل تلكم الأحاديث الشريفة المجمع على صحتها وموثوقية صدروها.
على أن ما ذكره من آيات قرآنية مفسر بكل ما ذكرنا من قرائن قرآنية وروائية وعقلية، فهي وإن نفت علم الغيب عن الرسول وعدم تمكنه من إجابة مقترحات المشركين، إلا أنها تحمل ضرورة على نفي الاستقلالية عن الإذن الإلهي وهو أمر جوهري في التربية التوحيدية، وواضح أن الآيات لا يمكن حملها على الاطلاق لوجود مقيدات جلية في الآيات التي ذرنا، والتي تشير إلى وجود قدرة التصرف في شؤون الولاية.
يبقى أمامنا شئ وهو أن الولاية إن سيقت بمعنى الإنشائية وليست الفعلية، فلا مندوحة من أنها ستلقينا في متاهات بحث الجبر، فلا يمكن تصور الإنشاء هنا من دون أن تواجهنا مشكلة الجبر في إرادة المعصوم (1)،