خارج هذا النطاق لا يملك علم الواقع من ناحية فعلية، وبهذا يرد على ما ذهب إليه بعض المفسرين من أن علم الغيب المنفي عن غير الله وارد على نحو الأصالة فلا ينافي علم غيره بالتبعية مما يصدر منه، فإن الظاهر من كل الآيات نفي العلم الذاتي حتى على نحو التبعية (1) بمعنى جعل النبي علاما بالغيب بحيث يملك علم الغيب في ذاته بقدرة الله في عطائه له كما أعطاه ملكاته الأخرى بل المسألة هي مسألة مفردات الغيب في حاجاته له من خلال الوحي أو بطريقة أخرى.
وفي ضوء ذلك نستطيع أن نجد في النص القرآني الرد على الفكرة تجعل للنبي الولاية على الكون بأن يغيره ويبدله ويتصرف فيه من خلال القدرة العظيمة التي أودعها الله في شخصه ما يطلق عليه اسم (الولاية التكوينية) وإن هذه الفكرة لا تلتقي بالنصوص القرآنية)..
إلى أن يقول: (وعلى ضوء ذلك فلا مجال - في النص القرآني - لفكرة (الولاية التكوينية) للنبي أو للأنبياء كافة، وإذا كان الله قد أعطى للأنبياء القيام بالمعاجز فإنها تتصل