لا وجود له خصوصا مع معرفة حقيقة أن من يمنح هذه الولاية إنما يمنحها وفقا لكفاءاته في التوحيد الإلهي العملي، وكلما ازداد يقينا في شؤون التوحيد، ازدادت منزلته في هذا المجال، الأمر الذي يعني أن الممنوح هو الذي يدافع عن فكرة عدم استقلالية إرادته ما تظهر الآية الكريمة: ﴿وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب﴾ (١) فتأمل!.
هذا ثانيا على أن كل ذلك لا يختص بالجنبة العقلية وإنما تعضده جملة كبيرة من الآيات القرآنية الواضحة الدلالة على أن شأن الفعلية ثابت، ولربما من أوضح هذه الآيات هي آية: ﴿ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب * قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب * فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب * والشياطين كل بناء وغواص * وآخرين مقرنين في الأصفاد * هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب﴾ (2) فبعد تعداد جملة من شؤون الولاية جاءت الآية الأخيرة للتحدث وبمنتهى الوضوح عن أن هذا