البيت (عليهم السلام) من الحث على التناكح والترغيب فيه، وأن به إكمال ثلث الدين أو نصفه أو ثلثيه، فيا ترى ما هي الأسباب المانعة عن هذا الأمر في حق بنات الإمام الكاظم (عليه السلام)؟
وينبغي أن نؤكد قبل كل شئ على أن عدم اقتران واحدة من بنات الإمام الكاظم (عليه السلام) بزوج - ولا سيما السيدة فاطمة المعصومة (عليها السلام) - لم يكن عن عيب مانع في الخلق أو الخلق، وقد مر علينا أنها كانت جليلة القدر ذات شأن عظيم، ومنزلة كبيرة، على أن هذا الأمر لم تنفرد به وحدها من دون سائر أخواتها، فلا بد أن يكون المانع أمرا آخر، وهذا ما نسعى للبحث حوله بمقدار ما يسعفنا به ما ورد حول هذه القضية من الروايات.
ومن الضروري أن نلتفت قبل ذلك إلى أن هذا الأمر يعد من الشؤون الخاصة التي هي أشبه شئ بالأسرار العائلية والأسرية كغيرها من الخصوصيات التي لا تكون معرضا عاما لعامة الناس لإبداء أنظارهم وآرائهم فيها، وإنما ساغ للباحث أن يتناول بعض الشؤون بالدراسة والتحليل لأن أهل البيت (عليهم السلام) يمثلون القدوة الصالحة التي ترشد الإنسان إلى طريق الحق والهداية، وقد صدرت الأوامر الإلهية والنبوية بالاقتداء بهم، والسير على خطاهم، واقتفاء آثارهم، فإنهم لا يخرجون الناس من باب هدى ولا يدخلونهم في باب ضلالة.
ولعل السبب في قلة الروايات الواردة في هذا الشأن خصوصية هذه القضية، وأنها لا تعني سائر الناس وكونها من شؤونهم (عليهم السلام) الخاصة