ببيان تفاصيلها.
إيقاظ:
وقبل أن أتجاوز هذا الموضع أود أن أشير إلى ضرورة الالتفات إلى أمر له مساس بما ذكرناه، وهو أنه ظهرت في الآونة الأخيرة فئة من الناس قد اكتفت من العلم بالقشور دون اللباب، وبالاسم دون المسمى، وبالشكل دون المحتوى، - وهنا تكمن الخطورة - وسوغت لنفسها القفر على ثوابت العقيدة، أو التشكيك في مسلماتها، والجدال في بديهياتها، - تحت شعارات التجديد والانفتاح ومقتضيات العصر - بل تعدت الحدود لتقدح في أصول المذهب وركائزه بإلقاء الشبه، أو إنكار الحقائق، فأحدثت بذلك الفوضى والاضطراب في نفوس البسطاء من الناس، الذين بهرتهم تلك الشعارات الجوفاء، وانساقوا وراءها يرددونها في سذاجة وغفلة أو تغافل عما تنطوي عليه وسيصحون يوما ليجدوا أنفسهم مفلسين، إلا أن يتداركوا أمرهم قبل فوات الأوان.
وبلغ الأمر إلى أنه بدلا عن تصدي المعنيين بشؤون العقيدة والدفاع عنها، لخصومها الخارجين عنها، اضطروا للتصدي لخصومها الداخلين فيها الذين هم أشد خطرا وأسوأ أثرا، لأنهم يشكلون حجر العثرة في المسار، " ويحسبون أنهم يحسنون صنعا ".
وليعلم هؤلاء أن للبيت ربا يحميه، وأن للسفينة ربانا يجنبها الأخطار.