أ. الانعكاسات السلبية لطلب الأجر على التبليغ لغرض تقديم إجابة على السؤال الأول، وفهم الحكمة الكامنة وراء تأكيد الأنبياء على مجانية التبليغ، يكفي أن نلقي نظرة على الانعكاسات السلبية لطلب الأجر في مقابل التبليغ:
1. زوال الإخلاص أول ركن أخلاقي لتبليغ الدين هو الإخلاص، وهذا الركن يتزعزع بسبب طلب الأجر في مقابل التبليغ، ويصبح المبلغ مصداقا لمن يصفهم الإمام علي (عليه السلام) بقوله:
" يطلب الدنيا بعمل الآخرة، ولا يطلب الآخرة بعمل الدنيا ". (1) وهكذا، فإن من كان يستطيع تحويل شؤونه الدنيوية إلى عمل أخروي ضمن دوافع إلهية خالصة (2)، فعندئذ يمكنه أن يجعل طلب الأجر على التبليغ - الذي يعتبر أمرا إلهيا ومعنويا - كوسيلة لكسب العيش وتأمين حياته المعاشية، أو (طلب الدنيا) حسب تعبير الإمام علي (عليه السلام).
وفي هذا المجال روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال:
" من احتاج الناس إليه ليفقههم في دينهم، فيسألهم الأجرة، كان حقيقا على الله أن يدخله نار جهنم ". (3)