ثم قولك إنهم جعلوا الشبه في جواز التنازل، أيضا باطل.. لأن عمر رضي الله عنه لما قال: أنعطي الدنية في ديننا؟! وهو سؤال استنكاري منه على بنود الصلح، هدأه النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: أنا عبد الله ورسوله لا أعصي أمره ولن يضيعني. فالقضية أمر سماوي ووحي يوحى على صاحب الرسالة وكان يعلم أن هذا الصلح لن يدوم ولن يكون فيه تنازل للمشركين. ومهما كان فهل تنازل الحديبية يقاس عليه تنازل الحكم والكيان والاستقلال والدخول تحت حكم كافر ملعون... أدى إلى مقتل الحسن وتشتيت الشيعة ومقتل حجر بن عدي.. والكثير الكثير..
ثم قولك إن هذا الصلح كشف حقيقة بني أمية! أي حقيقة بقيت؟ وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم إنهم الشجرة الملعونة في القرآن، وإن معاوية ملعون على منبر الرسول... وإنه ابن زنا كما يقول الشيخ الشيرازي غفر الله لنا، وإن كل آية فيها لعن ونفاق فهم المقصودون! ومن شك في القرآن فلا أظن أنه سيؤمن بغيره!
وأما قولك إنها سبب الثورة، أي ثورة تقصد.. هل تقصد خروج الحسين فداه نفسي.. وقد غرر به شيعتة وخدعه أهل العراق.. فلما وصل إلى قبيل الكوفة لم ير من ينصره. حتى قال الفرزدق: الناس قلوبهم معك وسيوفهم مع ابن زياد! فلم يجد إلا كربلاء أرض كرب وبلاء.. فلاحقه شيعته يريدون قتله وإرضاء الطاغية ابن زياد الفاسق، فيطلب من ابن زياد ثلاثة أمور: أن يتركه يرجع للمدينة. أو يرجع أهله ويلحق بالثغور أو يتفاهم مع يزيد فقط. فرفض ابن مرجانة كل ذلك ويطالب بخضوعه للأسر فيرفض الشجاع ابن