* وكتب العاملي، بتاريخ 26 - 7 - 1999، الحادية عشرة ليلا:
الأخت أم عابد.. إن وجوه الافتراق بين صلح الحديبية وصلح الإمام الحسن كثيرة، وهي أبرز من وجوه الشبه كما قلت، ولكن وجوه الشبه أيضا موجودة، وهدف الذين يشبهونه به إثبات جواز التنازل لمصلحة إسلامية عليا، وأن النبي صلى الله عليه وآله قد تنازل للكفار، فمن باب أولى أنه يجوز التنازل بسبب مصلحة إسلامية عليا لمن يعلن الشهادتين.. فالتشبيه من بعض النواحي صحيح ولكنه على النحو المطلق، غير بليغ.
أما ما ذكرت من أن الإمام الحسن عليه السلام غير معصوم، وأنك تميلين إلى تخطئته، ووصف النتائج التي نتجت عن صلحه بالسلبية فقط.. ففي ذلك اشتباه كبير.
أولا: لا أريد أن ألزمك بما نعتقد به نحن، ولكن أشير إليه، فنحن نعتقد أن كل أمة بعد نبيها اختار لها الله تعالى من ذريته أوصياء هم ورثة النبوة والكتاب، ونص عليهم نبيهم، وهم معصومون وحجج الله على عباده، وعندهم مواريث النبي وعلومه، والبرنامج الذي بلغهم إياه نبيهم، فعلمهم بالمستقبل مما علمهم إياه، وما يلهمهم ربهم تعالى.. الخ.
ثانيا: ثبت عندنا وعندكم أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وهذا مقام عظيم، أين منه مقام الرؤساء الكبار في الدنيا! فمعناه أن رب العزة سبحانه أخبر رسوله بذلك، وأمره أن يخبر أمته!!
ومعناه: أن درجة عبودية الحسنين عليهما السلام، لله تعالى جعلتهما في هذا المقام العظيم، وأن من مصلحة الأمة الإسلامية أن تعرف ذلك.