الأول: أن صلح الحديبية كان الرسول (ص) يعلم نتائجة التي هي في صالح الإسلام، ولهذا لما اعترض بعض الصحابة على ظاهر الصلح هدأهم الرسول وأخبرهم أن في هذا الصلح خيرا للمسلمين، وذلك بعلم الغيب الذي أوحاه الله له.. وفعلا كان الصلح خيرا للمسلمين وعد فتحا.. أما صلح الحسن، ومع علمه الغيب كما تزعم الشيعة، فلم يكن إلا خذلانا للشيعة وتسلطا لمعاوية. وكانت نتيجة الصلح طامة كبرى على أهل البيت، فقد قتل الحسن مسموما كما تزعم الشيعة، وعززت إقدام معاوية في الحكم، وكانت السبب الحقيقي وراء مقتل الحسين في النهاية.. فأين القياس هنا بين الصلحين؟!
صلح الحديبية صلح نصر وفتح، وقد علم الرسول بنتائجه من خلال الوحي. وصلح الحسن خزي وخذلان، وأكبر خسارة تمت بتنازله للولاية الشرعية. ونحن نقول الحسن لا يعلم الغيب وليس بمعصوم. ولكنه عمل الأفضل بمبايعته للأقوى الذي يستطيع أن يقر الأمن.
ثانيا: صلح الحديبية تم بين كيانين مستقلين.. أي بين دولتين لا تتدخل أي دولة في شؤون الأخرى.. فلا الرسول دخل تحت حكم قريش، ولا قريش دخلت تحت حكم الرسول.. أما صلح الحسن فتم بين متنازل عن الحكم وبين حاكم، فصار الحسن من رعايا معاوية، وتمت له صرف الأعطيات كواحد من الشعب يخضع للدولة. فأين القياس؟!
ونقول نحن أهل السنة: إن صلح الرسول تم بين مسلمين وكافرين.. وصلح الحسن تم بين مسلمين وإخوانهم.. وكما لم يدخل الرسول في شريعة الجاهلية.. فقد دخل الحسن في ذمة الدولة وقبل أعطياتهم. والله أعلم.