قعدا) بمعنى حاربا أم لم يحاربا. وقد أعطاه الخلافة الدنيوية وفق شروط وبنود أملاها على معاوية، ولكن الأخير لم يلتزم بهذه الشروط مع أنه وافق في البدء. ثم قال كلمته المشهورة بعدما صعد المنبر ومما قال (وإن الحسن بن علي قد أملى علي شروطا، وها هي تحت قدمي لا أفي بواحد منها)! وهذا يدل على بطلان خلافته، لأنه نقض العهود والشروط! وما تنازل الإمام الحسن (ع) إلا لحقن دماء المسلمين، ورأى من المصلحة أن يصالح معاوية، ولم يكن يشك في عدم أهلية معاوية، وبذلك أظهر نفاق معاوية للذين ينخدعون به، وكان آخر سيئاته أن نصب ابنه يزيدا الذي لا يشك أحد في أنه غير أهل لخلافة المسلمين المؤمنين الصالحين.
وبالنتيجة أيها الأخ السائل: إن معاوية لم يلتزم بالشروط التي أملاها عليه الإمام الحسن (ع) حتى نجله ونحترمه ونرضى به إماما، ناهيك عن الأفعال التي ارتكبها في حق الصالحين.. وكيف نقبل إنسانا أن يكون لنا إماما وقد قاتل أمير المؤمنين عليه السلام، وقتل عمارا الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وآله (تقتلك الفئة الباغية). وقتل حجرا وغيره من الصالحين. وهذا كاف دليلا على عدم صلاحيته لقيادة الأمة الإسلامية.
ولم تكن مصالحة الإمام الحسن عليه السلام إلا اضطرارا. وكان سبب وفاة الإمام الحسن (ع) بدسيسة من معاوية، حيث أغرى زوجته جعده بنت الأشعث بأن تدس له السم، فمات شهيدا مظلوما.
* وكتب (عمر)، بتاريخ 20 - 12 - 1999، الحادية عشرة ليلا:
من أين استنتجت بأن معاوية قتله بالسم؟! التاريخ يذكر بأنه لم يصرح للحسين (رض) باسم من سمه. وإذا كان الحسين (رض) يعرف بحكم