والشعبي، عامر بن شراحيل كان نديم عبد الملك بن مروان وسميره، وقد اعتمده لخلع عبد العزيز عن ولاية العهد وتولية الوليد بقصة عجيبة أوردها اليعقوبي: 2 / 280. وهو القائل عن الحارث الأعور كان كذابا.. وهذا غلط. قال ابن عبد البر: أظن أن الشعبي عوقب على تكذيبه الحارث، لأنه لم تبن منه كذبة أبدا، وإنما نقم عليه إفراطه في حب علي. (تهذيب التهذيب 2 / 127). وقال القرطبي: رماه الشعبي بالكذب، وليس بشئ، ولم يبن من الحارث كذب، وإنما نقم عليه إفراطه في حب علي وتفضيله له على غيره. التفسير 1 / 5 ويكفيك أن تقرأ قول ابن سيرين: أدركت الكوفة وهم يقدمون خمسة: من بدأ بالحارث ثنى بعبيدة السلماني، ومن بدأ بعبيدة ثنى بالحارث. السير: 4 / 56.
فماذا عسى أن يقول الشعبي، وهذا حاله من الولاء المرواني؟!!!
4 - قال ابن تيمية رحمه الله: لما أخبر أن أمته ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، وهي الجماعة. وهذا الزيادة ليست بشئ، وكم أعجب ممن يتكالب في نقلها دون أدنى تثبت، وقد قال العلامة الألباني عنها: لم ترد في شئ من المصادر. (الصحيحة: 1 / 356). وقال ابن الوزير في العواصم: زيادة فاسدة ولا يبعد أن تكون من دسيس الملاحدة!
وكم يتشب كثير من المنتسبين للسلف بهذه الزيادة في اتهام المخالف لهم، ولو كانت المسألة اجتهادية، وما هي إلا دعوى!
5 - دافع ابن تيمية عن خطأ معاوية رضي الله عنه في تبنيه واستلحاق زياد بن أبيه المولود على فراش الحارث بن كلدة، لكون أبي سفيان يقول إنه من نطفته، بأنه لم يبلغهم قضاء النبي صلى الله عليه وسلم بأن الولد للفراش،