10 - قال ابن تيمية: (وعلي رضي الله عنه لم يكن قتاله يوم الجمل وصفين بأمر من النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما كان رأيا رآه، وهو الذي ابتدأ أهل صفين في القتال، وعلي إنما قاتل الناس على طاعته، لا على طاعة الله). ويقول: (فمن قدح في معاوية بأنه كان باغيا، قال له النواصب: وعلي أيضا كان باغيا ظالما قاتل المسلمين على إمارته وصال عليهم)!!
وقال: فمن قتل النفوس على طاعته كان مريدا للعلو في الأرض والفساد، وهذا حال فرعون والله تعالى يقول: تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين. فمن أراد العلو في الأرض والفساد لم يكن من أهل السعادة في الآخرة، وليس هذا كقتال الصديق للمرتدين ومانعي الزكاة، فإن الصديق إنما قاتلهم على طاعة الله ورسوله، لا على طاعته، فإن الزكاة فرض، فقاتلهم على الإقرار بها، بخلاف من قاتل ليطاع هو)!! (أنظر منهاج السنة: 2 / 202، 205، 232، 233).
ويقول: (من قال إن حرب علي كحرب الرسول، فإن الحديث: حربك حربي وسلمك سلمي، كذب، ولو كان حربه كحرب الرسول، والله تعالى قد تكفل بنصر رسوله كما في قوله: إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد، وكما في قوله: ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون، لوجب أن يغلب محارب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن الأمر كذلك، بل الخوارج لما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتالهم وكانوا من جنس المحاربين لله ورسوله انتصر عليهم، فلو كانت محاربته كمحاربة الرسول لكان المنتصر في آخر الأمر هو، ولم يكن الأمر كذلك، بل كان آخر الأمر يطلب مسالمة معاوية). (منهاج السنة 2 / 233).