وقد ذكر البخاري في باب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: باب ذكر معاوية رضي الله عنه، ولم يأت في هذا الباب بأحاديث إلى النبي، وإنما أورد قولين عن ابن عباس في وصف معاوية، قال في الأول: إنه صحب رسول الله. وقال في الثاني: إنه فقيه!). انتهى.
ثم نذكر تعليق ابن حجر وهو يناسب المقام في هامش ص 128 ونصه:
قال الحافظ ابن حجر في شرح هذا الباب: (تنبيه: عبر البخاري في هذه الترجمة بقوله " ذكر " ولم يقل فضيلة ولا منقبة، لكون الفضيلة لا تأخذ من حديث الباب، لأن ظاهر شهادة ابن عباس له بالفقه والصحبة دالة على الفضل الكثير. وقد صنف ابن أبي عاصم جزءا من في مناقبه، وكذلك أبو عمر غلام ثعلب، وأبو بكر النقاش، وأورد ابن الجوزي في الموضوعات بعض الأحاديث التي ذكروها، ثم ساق عن إسحاق بن راهويه أنه قال: (لم يصح في فضائل معاوية شئ). فهذه النكتة في عدول البخاري عن التصريح بلفظ " منقبة " اعتمادا على قول شيخه ابن راهويه.
وقصة النسائي في ذلك مشهورة وكأنه اعتمد أيضا على قول شيخه إسحاق، وكذلك في قصة الحاكم.
وأخرج ابن الجوزي أيضا من طريق ابن عبد الله بن أحمد بن حنبل سألت أبي: ما تقول في علي ومعاوية؟ فأطرق ثم قال: إن عليا كان كثير الأعداء ففتش أعداؤه له عيبا فلم يجدوا فعمدوا إلى رجل قد حاربه فأطروه كيدا منهم لعلي!! فأشار بهذا إلى ما اختلقوه لمعاوية من الفضائل مما لا أصل له!